سُنة النبي أم هوى النفس والشيطان؟

جمعة, 03/03/2017 - 22:47

لا يصح ولا يُعقل أن يكون الإنسان بمستوى كبيرا من الجهل والإنحراف الفكري، بحيث يترك التعليم الشرعي القرآني والنبوي بدعوى أنّ الطائفة الأخرى إلتزمت بها، ولا نريد أن نتمثّل بها، أو نسجّل مشروعية لعملها، فيكون منقصة ومثلبة على طائفتي وتشكيكًا في نفوس أتباعنا، فإنّ ذلك كله من تسويلات الشيطان التي تبعدك عن الدين وأحكامه وتشريعاته، وتترك سنّة سيد الأنبياء والمرسلين عليه وعلى آله وأصحابه الصلاة والتسليم، خذ مثالا على ذلك قضية التختّم باليمين فقد جاء في ربيع الأبرار ج5، قال الزمخشري; عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ” يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ، وَقُبِضَ وَالْخَاتَمُ فِي يَمِينِهِ“. وقال الزمخشري: ذكر السلامي (وهو أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد المخزومي) أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتختّم في يمينه والخلفاء بعده، فنقله معاوية إلى اليسار، فأخذ المروانية بذلك، ثمّ نقله السفاح إلى اليمين فبقي إلى أيام الرشيد، فنقله إلى اليسار، فأخذ الناس بذلك.
يعلق المرجع الصرخي على هذا قائلا: 
(هذه هي سنة معاوية، تركوا سنة النبي وسنة الخلفاء في التختّم في اليمن، فأخذوا بسنة معاوية فتختّموا باليسار!!!) وكما جاء في الجاحظ في كتاب نقوش الخواتيم يقول: إنّ الأنبياء من آدم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم تختّموا في أيامنهم( أي في اليمن)، وخلعه ابن العاص من يمينه ولبسه في شماله وقت التحكيم! يقول: البيضاني في الصراط المستقيم إنّ المشروع التختّم في اليمن، لكن لمّا اتخذه الرافضة عادة جعلنا التختّم في اليسار. لاحظوا تركوا سنة النبي لأن أهواءهم قالت لهم ان الطائفة الأخرى تتختّم باليمين فإذا كان الأمر كما تقولون فلماذا طبّقتم وتشبّهتم باليهود في صيامكم لعاشوراء أم أن الذي تأخذون منه دينكم من أتباع كعب الأحبار الذي ينقل عنه ابن تيمية وغيره؟. قال الإمام البروسوي في كتابه روح البين ج4، في التختّم باليمن: فإنّه في الأصل سُنة، لكنّه لمّا صار شعار أهل البدعة والظلمة صارت السُّنة أن يُجعَل الخاتم في خنصر اليد اليسرى في زماننا. وقال الحافظ العراقي في بيان كيفية إسدال طرف العمامة، فقال: لم أرَ ما يدل على تعيين الأيمن إلّا في حديث ضعيف عند الطبراني، وبتقدير ثبوته فلعله كان يرخيها من الجانب الأيمن، ثم يردّها إلى الجانب الأيسر كما يفعله بعضهم، إلّا أنّه صار شعار الإمامية، فينبغي تجنّبه لترك التشبّه بهم. شرح المواهب للزرقاني. وقد علق المرجع الصرخي على ذلك بقوله:
”ما هذا الدين؟ وما هذا المنهج؟ وما هذا السلوك؟!!” كما قال الغزالي: إنّ تسطيح القبور هو المشروع، ولكن لما اتّخذته الرافضة شعارًا لهم عدلنا عنه إلى التسنيم .
وعلّق المرجع الصرخي حول كل تلك السنن التي إلتزمها بما يوصفون بالرافضة وهجرها ابن تيمية ومن ارتبط بنهجه المضل والمبعد عن السنة قائلا: ما شاء الله على الرافضة، هم التزموا السنة، والتيمية قد هجروا السنة، حتى لا يتشبهوا بالرافضة فهجروا السنة. كما في الذخيرة للغزالي والصراط المستقيم للبيضاني.

 

http://www.al-hasany.net/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AC%D8%B9-%D8%A7%D9%...

مصطفى البياتي
 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف