اسنيم الذهب .. الوطن والعلم

ثلاثاء, 03/07/2017 - 23:04

شركة اسنيم , شريان اقتصاد موريتانيا الاول , ميفرما ظلت كذلك لعقود فقيض الله لها رجالا و أمموها , رحم الله المختار بن داداه و اخوانه من رجال الأمة , أسسوا بنيانا , لبنة , شركة , جيشا , أرضا , علما ... اليوم أيام تفكيرية وبرلمان وجلسة تحت عنوان  النخلة المائلة , اختلف الفقهاء , فريق يري بقطعها بحجة انها اصبحت عالة و تكلفة العناية بها  وسقيها اليومي عالية  , فريق أخر يري بالحفاظ عليها ويعتبرها رمزا جالبا للخير, لتبدأ جلسات الايام التفكيرية ويصرح المدير أن الكلمات ثلاث , الاولى يعرفها الجميع  و الثانية تعرفها المعارضة و الثالثة تعرفها الموالات فتتعالى الصيحات و التبريكات ويعلن عن رفع الجلسة , فيقاطعه ممثل المعارضة ملحا بطرح استفساره عن ما اذا كانت البيضة هي الاسبق  فأين الدجاجة التي وضعتها ؟ فترتفع الصيحات و المدائح , والعبارات " وخيرت , وخيرت " و انه فلان و ابن فلان , وقد جاء الخير , وقد اخرجت الارض اثقالها , و غيرها من صيغ  " الترحيب " الدخيلة علي مجتمعنا , فيتدخل أصحاب الموالات ليكمموا الافواه ويقولوا : البلد بخير و ما نراكم الا معارضين , وترفع الجلسة و يأجل الحواروالايام التفكيرية .

فأي حوار هذا و أية ايام تفكيرية يا برلمان موريتانيا الموقر؟ انتم أسما من دردشة في أمور كهذه , الوقت ثمين و المجتمع يؤمل فيكم الكثير وجدول اعمالكم يفترض انه مشحون بقضايا تنعكس بفائدة فورية يجنيها المواطن في جيبه  في بيته  في صحون مطبخه , فماذا تجني موريتانيا من اضافة خطين حمر او ثلاث لعلمها , ولو سألنا  الشهداء الذين استشهدوا في سبيل الوطن , أيهما أولي اجتماع البرلمان لتغيير العلم  ام اجتماع البلرمان للاعلان مثلا عن افتتاح شركة  "  اسنيم الذهب  " , لكانوا كلهم مع انشاء اسنيم ذهب موريتانيا  في منطقة تازيازت , مسخرة آلياتها العملاقة و خبراءها ومهندسيها و عمالها  و مكتتبة المزيد من حملة الشهادات و الايدي العاملة , اسنيم  الذهب   فرع عن اسنيم الأم , ستكون عاملة في المربعات العديدة في البلد  قرب تازيازت , في ألاك ,في المثلث كيهدي سيليبابي المحاذي  لدولة  مالي و الذي اثبتت الدراسات وجود الذهب فيه بكميات  و في مربعات  بالشمال  و بالحوض الشرقي  مستعينة بالشركات الكاندية و الاسترالية الخبيرة في المجال و ستكون  شركة  اسنيم  الذهب  باذن الله  فاتحة خير كبير علي موريتانيا " الارض المعدنية البكر ".

مطار ام التونسي هو الاخر  انجاز عظيم في سمائه يرفرف العلم الاخضر , فلتكن علي مقربة منه قبالته علي الشاطئ  غير بعيد من قاعدة اجريدة العسكرية مدينة عصرية تقام بمرافق , وفنادق و وحدات سكنية حديثة و استراحات عائلية و اسواق و ميناء ثالث حيوي  ينضاف للائحة الموانئ الفاصلة بين العاصمتين انواكشوط و انواذيبو.

الممولون  كثر و معظمهم يمد اليد لموريتانيا لما تتميز به و لله الحمد من استقرار ولطيب مجتمعنا وبعده عن الارهاب و العنف و التطرف , و الارض بها خيرات كثيرة , و ثمة اموال لدى حكومات و جهات ممولة  يريدون تشغيلها يستفيدون منها و يفيدون , مثلا بصيغة  بي او تي B.O.T  ( BUILD   OPERATE  TRANSFER   )       بناء , تشغيل كذا سنة , ثم تحويل ملكية للدولة  , والصيغة يمكن اتمامها بقروض من دون فائدة وبطريقة ايضا لا تمس من سيادة الدولة و بعد كذا سنة تبقي المنشآت و المنجزات ملكا نهائيا للبلد , وهي طريقة سريعة لإلحاق البلاد بالركب .

وهناك في اعماق البحار   تبحر ثلاث سفن صيد تابعة لشركة اسنيم  , " اسنيم البحر" , لما  لا  ؟ , فتدخل اسنيم مجال الصيد  ولا تبقي معلقة باسعار خامات الحديد الصاعدة النازلة , بل تدخل منافسة السفن الاوروبية و الصينية و الوطنية و غيرها , تصيد كغيرها  في مياه موريتانيا الغنية بالاسماك نوعا و كما , و تبيع محليا و تصدر الي الخارج وسيكون لها عائدات هامة تضاف الي عائدات خامات الحديد , و ستوفر شركة " اسنيم البحر "  الشغل للعديد من الشباب حاملي الشهادات و المزيد  من اليد  العاملة و ستنعش  اقتصاد  البلاد  , وستكون سفن الشركة  مصانة بعناية و رقابة تامة  ومدارة  بطريقة  جيدة  تماما مثل اسنيم المعدن  وعمالها يشتغلون  وفقا  لنظام  اسنيم  العملي (الشبه عسكري ) الجيد  الذي  اثبت  جدارته  و صموده منذ نشأة الدولة , فاسنيم وحدها التي صمدت رغم كل التغيرات .

فيا شعب و يا برلمان و يا حكومة , ستكون البلاد فخورة بكم اكثر  لو تركتم العلم كما هو و اجتمعتم علي أوليات تجلب للبلد الخير و تدر علي المواطن بالدخل الكثير, وخففوا من السياسة و الخوض فيها ,فالسياسة داء وقد استفحل حتي هجر اصحاب الشركات و المصانع في انواذيبو مصانعهم و غلقوها للتفرغ للسياسة , أصاحب تحويل الرصيد يتحدثون عن المأمورية , الائمة في المساجد يتناقشون في الدستور  , العسكر يخوضون في السياسة , الخباز , الطبيب , راعي الغنم , كل يتحدث عن المأمورية عن الدستور عن الحوار|, معارضة , موالات , ايام تفكيرية ,  انتشر الداء , عافانا الله من السياسة و ردنا لرشدنا و ارضنا وميداننا البكر ,فنحركه و نقلب الارض ونخرج من خيراتها برا و بحرا فيسعد البشر و يرضي الرب .

هذه ثوابت في تاريخ موريتانيا , الرئيس المختار ولد داداه , العلامة محمد سالم ولد عدود , الرائد المظلي اسويدات ولد وداد , الفنانة ديمي بنت آبه , رحم الله الجميع , شركة اسنيم , الراية (العلم الاخضر والنجمة و الهلال )  , كلها رموز شامخة , الخوض فيها عودة الي الصفر و موت لموريتانيا الدولة , وجهة نظر و الله المستعان  .

 

البشير ولد سليمان / طيارعسكري سابق

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف