الحرب الأميركية المفتعلة على العراق، والدولة المارقة (4)

أربعاء, 03/08/2017 - 07:22
صفاء العبيدي

___________

علينا اولًا ان نركز على مركز ومنبع الإرهاب ونميز بين إرهاب الإفراد وإرهاب الدول حيث ان إرهاب الإفراد لا يشكل شيئا أمام إرهاب الدول والكل يدرك ويعلم ان الولايات المتحدة هي الدولة الارهابية القائدة في العالم وأعمالها في بنما ونيكاراغوا وكوبا والعراق تثبت ذلك دون الحاجة الى ذكر حروبها العدوانية في الهند والصين والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية ، ولا نتغافل عن صلتها بالمنظمات الاسلامية كالقاعدة والجهاد فكان من أهم انجازات مغتصبي المنصب نجاح وكالة المخابرات المركزية الأميركية في تجنيد الاسلاميين وتنظيمهم في قوة عسكرية هائلة كما هو الحال في تنظيم داعش، وقوتها وإمكانيتها والدعم الذي هي عليه اكبر دليل على ما ذكرته .
ولنأتِ على ذكر طموحهم لعسكرة الفضاء (!!!) بقصد احتكاره وتكريسه لأغراض عدوانية هجومية وضمان التفوق العسكري لتدمير أي خطر معادٍ وبسرعة فائقة وفعالية تامة هذا من جهة ومن جهة أخرى إرهاق ميزانيات الدول بسباقات تسلح باهظة التكاليف تصرف على الإنفاق العسكري وان ما تصرفه الولايات المتحدة الأميركية على العسكرة يعادل ما تنفقه دول العالم مجتمعة وذلك بهدف حماية المصالح الأميركية المنتشرة في كل أنحاء العالم ولمواجهة اي خطر يداهم مصلحتها .
الآن نأتي على ما ذكره ترامب في احد تصريحاته حيث قال: ان أوباما أسس داعش مع كلينتون المحتالة !حسب ما تناقلته الصحف العالمية كصحيفة واشنطن فرانس برس بأن ترامب اتهم 
أوباما "بتأسيس" تنظيم داعش، كما اتهم منافسته الديمقراطية هيلاري بأنها "شريكة في تأسيس" هذه الجماعة الإرهابية أيضاً.
وفي تجمع انتخابي في فورت لودرديل في ولاية فلوريدا اتهم أوباما أولًا بأنه زرع "الفوضى" في الشرق الأوسط، ثم قال: إن تنظيم داعش "يكرم الرئيس أوباما". وأضاف: "إنه مؤسس داعش في العراق وسوريا." وكرر "إنه المؤسس! أسس داعش في العراق وسوريا". وللتنويه ان ترامب يذكر داعش بالدولة الاسلامية لكي تكون داعش هي صورة الاسلام في أميركا والمراد من هذه التسمية واضح جدًا دون تبيين لما يقصده ترامب .
لنعود الى بداية سيناريو فيلم هوليود وذلك في القرن العشرين حيث احتلت الولايات المتحدة افغانستان لإيوائها القاعدة التي هي من صنعها وذلك بعد تفجيرات أبراج التجارة والكل يعلم بالتقنية التي استُخدمت للتفجير لكي لا تقع الأبراج إلا بشكل عمودي .
وأيضًا احتلت العراق بتلفيق تهمة امتلاكه أسلحة الدمار الشامل والكل يعلم أيضًا بان صدام كان أداتها في الشرق الأوسط والسوط التي كانت تضرب به . 
النتيجة ماذا ؟؟
حصاد ملايين الأرواح وتريليونات الدولارات متجاهلة بذلك نداءات وقرارات الجمعية العامة ومجلس الآمن والمسيرات المليونية الرافضة للحرب . 
نستنج من هذا كله ان أميركا عندما دخلت العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل تمكنت بعد ان تعاون معها بعض من الأوغاد الخونة لكن سرعان ما اكتشفت اميركا بأن أبناء العراق لن يعطوا أرضهم بهذه السهولة التي كانت تتوقعها اميركا فكانت هنالك معارضة شرسة لقوات متعددة الجنسيات قد بدأت من الغربية ووسط العراق وجنوبه وكان هذا اكبر صدمة لهم ولم يكن في حساباتهم فافتعلوا الفتنة لكي يضعفوا من تلك المقاومة الشريفة وساعدهم بذلك من يعتبرهم الناس موضع قداسة؛ فبدؤوا بزرع القاعدة ثم القضاء عليها لكي يظهروا لشعبهم بأنهم من يخلص الشعوب من الإرهاب لكنهم جوبهوا ايضًا بالرفض من قبل البعض واكبر دليل على ذلك هو الاعتداء الغاشم من قبل قوات متعددة الجنسيات على براني مرجعية الصرخي الحسني في كربلاء في سنة 2003 حيث بين رفضه للاحتلال وأوضح أن العراق هو من يحدد حكومته وان الدستور يجب ان يوضع من قبل العراقيين، لا من قبلهم وبمباركة مرجعية النجف ! وكشفوا بذلك للعالم بأن ديمقراطيتهم التي زعموا أنهم أتوا بها للعراق ما هي الا ديمقراطية صورية فقط .
فيديو الاعتداء :::: https://www.youtube.com/watch?v=cRJbx9bX5Xo
ولنعود الى ما قاله بوش الأب عندما توجه الى احتلال العراق ( أتينا الى العراق من أجل ان نأتي بالقاعدة) وقال ايضًا: إن مستقبل العالم متوقف على انتصارنا في العراق واصفًا حربه فيه بالحرب العالمية الثالثة .
سؤالنا لحكام اميركا: لماذا تجعلون العراق مسرحًا لهذه الحرب العالمية ضد الإرهاب ؟!! ولماذا أتيتم بالإرهاب الى العراق؟! هل هو فقط استغلال ثرواته وموارده ام التحكم بمصيره واختيار النظم السياسية والاقتصادية التي تناسبكم وتناسب مشروعكم ؟!! 
من المؤكد ان الأمر أعظم وأدهى من هذا كله والدليل على ذلك تصريحات بوش الأب بأن الحرب على العراق سوف تكون صليبية ! 
لكن مَن المستهدف برأيكم؟ حيث جعلوا لأنفسهم صورة المنقذ وسوف يخلصون العالم من شر قوم يأجوج ومأجوج في العراق كما صرح بذلك بوش ايضًا ؟!
وأما عن الافكار التكفيرية الارهابية التي يعملون بها والتي يجندون بها المنظمات اللااسلامية فهي الأفكار نفسها التي شوهت صورة الاسلام والتي وُضعت من قبل التيمية والتي انتهجت منهج التقتيل والإقصاء والسلب والنهب .
ولكل حدثٍ حديث، فكما رفض المرجع الصرخي تواجد قوات الاحتلال، نجده قد حارب هذا الفكر بطرح الدليل وقوة الحجة في فضح انحراف هذا الفكر لكي لا يلتحق به المزيد من المغرضين حيث نلاحظ توافد الشباب المنحرف من كل بقاع الأرض بحجة الجهاد فحجّم بمحاضراته هذا التوافد وبيّن ما هو الفكر الداعشي التيمي الذي راح كل منحرف ومجرم وسفاح يلتحق به لكي يمارس عمله الإجرامي باسم الاسلام فمرقوا من الاسلام كمروق السهم من الرمية حيث تطرق في بحث (الدولة.. المارقة ) و مصطلح “المارقة” مأخوذ من عبارات الأحاديث النبوية الشريفة التي تذكر أقوامًا “يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية“. في هذا البحث يتناول سماحة السيد الصرخي الحسني (دام ظله) الأصول العقائدية التي تستند إليها حركات التكفير و التطرف، ولا سيما ما يسمى بـ “الدولة الإسلامية في العراق و الشام” (داعش)أو ما يسمى بـ “الدولة الإسلامية” -و كأن الاسم اختير لتشويه صورة الإسلام و أيّة دولة تحكم باسم الإسلام- و يناقش الأفكار التي تتبناها هذه الحركات. و يثبت سماحة السيد في محاضرات هذا البحث مروق هذه الحركات عن مبادئ الإسلام الحنيف :https://www.youtube.com/watch?v=vRzvfShy7Gs
____________________
خلاصة : ان أميركا أعادت لعبة القاعدة في أفغانستان بالثمانينات في العراق لكسر المقاومة الحقيقية وأجّجت صراع السنّة و الشيعة الذي لم يعرفه آباؤنا لكنها فقط غيرت اسمها من قاعدة إلى داعش .
له تتمة .....

صفاء العبيدي
 

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف