الصرخي .. فكر متحرر مجتبى شُبر

اثنين, 05/01/2017 - 20:13
مجتبى شُبر

يمتلك المرجع الديني الصرخي الحسني مهارة فائقة في التعبير عن أفكاره ببيان مكثف ودقيق وواضح عباراته يرتبها بفائض لفظي لا تشوبها أي غموض والتباسات مبهمة كما نعدها من بعض العلماء ويرتب موضوعات محاضراته بصورة من السياق المنهجي المنظم فهو يحمل من
عناصر الحكمة و التعاليم الداعية إلى مبادئ الدين و مكارم الأخلاق والتي
اختزلها بعبارة واحدة هي "سعة الأفق". فبفكره يثمر العمل ، والعمل يؤكد الفكر، وكلاهما يؤلفان الحياة.
فكره المتحرر هو فكر مبني على أسس العقل لا على أسس عاطفة أو عنصرية أو تحيز
مما جعلته هذه الصفات يتميز بروح الأصالة فيه و يمتلك عمقاً في ذاته دون أن يستثني الآخرين من دائرة حياته..
و يحترم وجهة نظر الآخر وفي نفس الوقت يلقي وجهة نظره بكل مرونة وسلاسة واضعاً أدلة لكل مايقول فهو لا يدلو بها عن تمذهب أو تعنصر كما قلنا لأنه تطرق في محاضراته السابقة عن تأريخ الطرفين بكل مصداقية .
وله القابلية على تقبل آراء الغير لكن ليس دون غربلة وتمحيص فيشكل عليها إذا كانت كذلك .
هو بحق ذي عقل منفتح و فكر متحرر، و باختصار هو واسع الأفق.
فيدعو إلى تحرر العقول من العصبية والقبلية والجاهلية وأن لا نغلوا غلو الجهال لأن الأجيال قد طبعت عليها فتقدم خطوات في بث محاضراته مسترسلاً ومؤيداً بالعقل لا بالنقل فقط لدى الفريقين باحثاً بين كل السطور والجمل والأحرف داعياً الجميع إلى التفكر والتفكير لكي يتحرر الجميع من اغلال العصبية الجاهلية القبلية واضعاً وراسماً لنا المستقبل المشرق دون أن نعاني فنحارب بالفكر كل ماهو فكر مكفر مستبيح وجاهل منسوب إلى الإسلام بوساطة بعض التكفيريين الذين حاربوا كل البشرية سواء واضعين الإسلام وجهاً لهم لكن وجههم الثاني هو الإلحاد الواضح ومن خلال خزعبلاتهم وخرافياتهم وأساطيرهم وحشو كلام وعشوائية القصص وكأننا نقرأ قصص ألف ليلة وليلة لا كتب وروايات من التأريخ الإسلامي ،ومما كشفه المرجع الصرخي في المحاضرة {37 } من بحث (وقفات مع....توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) .... ووضع أدلة أخرى على كتاب البداية والنهاية لابن الكثير الذي اتخذه التيمي مصدراً ومنهجاً له
وبين فراغ عقول التيمية وأئمة التيمية ودليل على ضحالة عقولهم وخفّتَها خلال مناقشة ما طرحه ابن كثير من كذب وافتراء على موقف ابن العلقمي خلال الفترة التي سبقت سقوط بغداد , وقد وجّهَ المحقق الصرخي استفهامات عديدة إلى التيمية وأئمتهم المجانبين للحقيقة !! ومما طرحه المحقق الصرخي : (( كيف فاتَ الخليفة العباسي وحاشيته ومماليكه والأئمّة التيميّة المرافقون له، كيف فاتَهُم أنَّ بروزَ ابنِ العلقمي إلى هولاكو قَبْلَ الجميع (حسب أكذوبة التيمية) يعني الخيانة والعمالة لهولاكو والدمار للخلافة العباسية وحاكمها وسلطانها، بينما تنبّه أئمّة التيميّة لذلك بعد عشرات أو مئات السنين؟ فهل أولئك كانوا بمستوى شديد جدًا من الغباء حتّى التيميّة في ذاك العصر، بينما التيميّة اللاحِقون استخدَموا السِحر والتنجيم والشعوذة والكَهانة وتحضير الأرواح وقراءة الكف، فاكتشفوا ما كان مخفيًّاً على أولئك؟! ))
حيث قال المحقق الصرخي في المورد10: البداية والنهاية، ج13: ابن كثير: ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وستَّمائة(656هـ): يُكمل ابن كثير كلامه:
4 ـ ثُمَّ عَادَ فَأَشَارَ عَلَى الْخَلِيفَةِ بِالْخُرُوجِ إِلَيْهِ وَالْمُثُولِ بَيْنَ يَدَيْهِ لِتَقَعَ الْمُصَالَحَةُ عَلَى أَنْ يَكُونَ نِصْفُ خَرَاجِ الْعِرَاقِ لَهُمْ وَنِصْفُهُ لِلْخَلِيفَةِ،
وعلّق المرجع السيد الصرخي مشيرًا إلى أن مواقف ابن العقلمي تكشف فراغ عقل التيمية وأئمة التيمية ودليل على ضحالة عقولهم وخفتها !! ((يقول هنا: هو خرج بمؤامرة وأخذ العائلة بمؤامرة، فرجع إليهم؟ فلماذا رجع إليهم إذا كان خائنًا؟، إذا كان خائنًا، ولماذا قبلوا به واستقبلوه؟ولماذا قبلوا بنصيحته واستشارته وهم قد رفضوا نصائح ابن العلقمي سابقًا؟ لاحظ هذا دليل على فراغ عقل التيمية وأئمة التيمية، هذا دليل على ضحالة عقولهم وخفتها، لاحظ : لا يقول إن هولاكو طلب أن يخرج الخليفة وعائلة الخليفة أو الوزير أو قائد الجيش أو دويدار أو فلان أو فلان مع عوائلهم، لا يقول: بأن هذا أتى بأمر أو بتبليغ من هولاكو))
وأضاف المرجع الصرخي :
أـ كيف فاتَ الخليفة العباسي وحاشيته ومماليكه والأئمّة التيميّة المرافقون له، كيف فاتَهُم أنَّ بروزَ ابنِ العلقمي إلى هولاكو قَبْلَ الجميع (حسب أكذوبة التيمية) يعني الخيانة والعمالة لهولاكو والدمار للخلافة العباسية وحاكمها وسلطانها، بينما تنبّه أئمّة التيميّة لذلك بعد عشرات أو مئات السنين؟ فهل أولئك كانوا بمستوى شديد جدًا من الغباء حتّى التيميّة في ذاك العصر؟! بينما التيميّة اللاحِقون استخدَموا السِحر والتنجيم والشعوذة والكَهانة وتحضير الأرواح وقراءة الكف، فاكتشفوا ما كان مخفيًّا على أولئك؟!
بـ ـ هل خرج ابن العلقمي بموافقة الخليفة العباسي وحاشيته وقادة عسكره المماليك ومماليك المماليك؟! وإذا لم يكن بموافقتهم فلماذا لم يمنعوه، وبعد عودته لماذا لم يعتقلوه أو يقتلوه لخيانته؟! وإذا كان رافضيًا خائنًا فلماذا صدّقه الخليفة وذهب معه الى هولاكو؟ فهل يوجد عاقل يصدق بخائن رافضي معروف الخيانة عند التيمية في ذاك العصر وبعد مئات السنين وإلى الآن يلهج التيمية بخيانة ابن العلقمي؟!
جـ ـ هل عاد ابن العلقمي بعلم هولاكو أو بدون علمه؟! فإذا كان بدون علم هولاكو فأين المؤامرة إذن؟!
د ـ إنّ ابن العلقمي سبق وأن نصح الخليفة بتقديم هدايا كبيرة ثمينة سنِيّة مناسبة لهولاكو كي يأمنوا شرّه، فلم يأخذ بنصيحته، فالخيار والأمر والنهي بيد الخليفة ولا يوجد مَن يُجبِره على ذلك، فهو ليس بطفل ولا امرأة ولا مجنون ولا عبد مملوك!!
هـ ـ وتنزّلًا مع افتراءات التيميّة، فلماذا لا تُفسّر الأمور على ظواهرها وحسب سياقاتها الواقعية؟! فكما أنّ ابن العلقمي وضمن وظيفته كوزير ومستشار قدّم النصيحة سابقًا للخليفة ولم يأخُذ بها، ولمّا ضاق الخناق عليهم جميعا بادر ابن العلقمي بنصيحة للخليفة بأن يعرِض لهولاكو عرضًا مغريًا بأن يعطيه نصف خراج العراق وكان يتوقّع موافقة هولاكو، لكن وقع ما لم يكن في الحساب فما ذنبه؟ أراد أن يفعل خيرًا من باب النصح، لكن سارت الأمور بمشيئة الله على خلاف توقّعاته!! وهو لا يملك أي قوة ولا قدرة يجبر بها الخليفة على شيء!! و ـ فأين المؤامرة يا بن تيميّة ويا أئمة التكفير مارقة العقل والإنصاف؟!]]
ولمشاهدة المزيد ماعليكم سوى متابعة المحاضرات من قناة المركز الإعلامي للمرجع الصرخي

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف