الدور السعودي في نشر التطرف

خميس, 05/11/2017 - 20:22
السعودية

كتب الباحث المختص بموضوع الفكر المتطرف والارهاب “William McCants” مقالة نشرت على موقع معهد “Brookings” تطرّق فيها الى الزيارة المقررة للرئيس الاميركي دونالد ترامب الى الرياض أواخر الشهر الجاري.

وقال الكاتب “إن الزيارة هذه واللقاءات التي سيجريها ترامب بالسعودية تشكل “الفرصة النموذجية” كي يحرز الرئيس الاميركي تقدماً نحو تنفيذ وعده المتعلق باستئصال “الاسلام الراديكالي” من خلال الضغط على الحكومة السعودية “كي توقف تصدير التطرف الديني”، بحسب تعبير الكاتب نفسه.

وذكّر الكاتب بأن السعودية ومنذ تأسيسها في حقبة العشرينيات أنفقت مليارات الدولارات لنشر نموذجها المتشدد من الاسلام، مشيراً الى أنّ النموذج هذا يعتبر انه يجب محاربة من لا يعتنق الدين الاسلامي، وأضاف “إنّ حكام السعودية كانوا بطيئين في الحد من نفوذ المؤسسة الدينية سواء كان خارج السعودية ام داخلها”.

كما تابع الكاتب “إنّ موقع الحكومة السعودية على الانترنت يتضمن عبارات مثل “الكراهية تجاه الكفار أمر الزامي لانهم اعداء الله ورسوله واعداء المسلمين”، ولفت الى فتوى اخرى تقول “إن اي مسلم يدعو الى “وحدة الاديان” هو مرتد”، ما يعتبر جريمة تستحق الاعدام في السعودية.

الكاتب ذكّر كذلك بأن الحكومة السعودية ومنذ عقود تقوم بنشر هذه المعتقدات في الكتب المدرسية “داخل وخارج البلاد”، وبأن “ملحقي الشؤون الدينية” في السفارات السعودية بالخارج يكلفون بالترويج للوهابية لدى المجتمعات الاسلامية المحلية في مختلف الدول”.

ونبه الكاتب من أنه وعلى الرغم من صدور تقارير جديدة بأن الجيل الجديد في القيادة السعودية سيكون اكثر جدية حيال وقف الترويج “للتعصب الديني”، فإن النسخ الحديثة من الكتب المدرسية السعودية لا تزال تعلم الكراهية تجاه الآخرين.

كما استشهد بالتقرير السنوي الاخير الصادر عن اللجنة الاميركية للحرية الدينية الدولية والذي ورد فيه أن أمام السعودية مسيرة طويلة في معالجة هذه الظاهرة، كذلك قال “ان الكتب المدرسية السعودية هي التي تستخدم في التعليم بالمدارس التي يديرها “داعش”، وان اغلب الجماعات المصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة تتبنى شكلا من أشكال الوهابية”.

الا أن الكاتب رأى “انه من غير المرجح أن يطرح ترامب هذا الموضوع مع الملك سلمان بن عبدالعزيز”، مشيراً الى أنّ” الرئيس الاميركي وعندما كان مرشحاً ركز فقط على انفاق أموال الضرائب من أجل الدفاع عن السعودية، والى أنّ ترامب يأمل إبرام صفقة تسلح بقيمة مليارات الدولارات مع السعودية لدعم حربها على اليمن”.

كذلك أضاف بأنّ” دبلوماسيي وجنرالات ترامب يعتقدون أن الشراكة الاميركية مع السعودية مسألة اساسية من اجل الحفاظ على استقرار اسعار النفط ومواجهة ايران وغيرها من الامور”، مستبعداً أن يضغط هؤلاء على السعوديين فيما يخص نشر الفكر المتطرف، خوفاً من أن تتدهور العلاقات التي اصلاً شهدت تدهوراً في حقبة الرئيس السابق باراك أوباما”.

غير أن الكاتب اعتبر أن ترامب وفيما لو استجاب لنصيحة هؤلاء المستشارين وامتنع عن طرح موضوع ترويج السعودية للفكر الوهابي، فربما يكون قد ضيع الفرصة، حيث نقل عن دبلوماسيين من بلدان اسلامية بأن القيادة السعودية الجديدة مستعدة للتعاون ومعالجة الشكاوى بهذا الاطار، على حد قوله.

كما اعتبر أنّ” القيادة السعودية ستستجيب على الأرجح للمطالب الأميركية، فيما يخص الحد من نشر العقيدة الدينية المتشددة اذا ما طرح ترامب هذا الموضوع، وذلك لأن القيادة السعودية تريد علاقات ودية مع الرئيس الاميركي”.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف