أنتصرنا عسكرياً فلننتصر سياسياً

جمعة, 07/14/2017 - 14:08
علي حازم المولى

تهنئةً منا وشكرًا وعرفانًا لصاحب الفضل الأول، ومنقذ العراق،  بفتواه المباركة،  من منزلقات وتهاون القادة الخونة، ورعونة الحكام، إذ نبارك لمرجعيتنا الدينية الشريفة ، بتحرير مدينة الموصل، والإنتصارات العظيمة التي تحققت بسواعد الأبطال الميامين، ونقدم شكرنا وتقديرنا لعوائل الشهداء والجرحى ، لما قدمه أولادهم وفلذات أكبادهم ، عندما أحتاجهم الوطن بساعته الصعبة والعصيبة ، ونبارك لشعبنا الشامخ برجاله الأبطال الذين سطروا أروع البطولات في جبهات القتال ، ضد أشرس العصابات التكفيرية، اليوم أنتصر العراق نصراً عظيماً  في الموصل القديمة ، كما أنتصر في المناطق الأخرى، فجنودنا الشجعان  عودونا ، ان ننتصر ، وقد أعطوا مقاتلونا الأشاوس ، درساً لكل العالم ، بأن الحرب مع العراق ناتجها نصراً لفرسان الرافدين ، لأن قادتنا وعلماء نا ، ورثوا الحكمة والشجاعة من الأنبياء والأوصياء ، فهم ان صمتوا فلعلة وان نطقوا فلحكمة .
ولما أنتهينا من معركتنا المهمة صار لزاماً علينا أن يعاضد بعضنا  بعضا، ونتكاتف ونتوحد من أجل العراق ، و وطننا اليوم بحاجةٍ الى وحدة الصف ، والوقوف جنباً الى جنب ، وترك المصالح الشخصية الضيقة ، وتصفير الإزمات ووضع مصلحة الوطن ،على رأس الأولويات ، فعدونا ينتظر ان  نتخاصم و نتناحر ، فيما بيننا ،
وعلام هذا التنافر والتقاطع  ونحن أبناء وطن واحد ، وديننا واحد ونبينا جاء برسالته لنتوحد  ، فهو لا يفرق بين أعجمي وعربي ، وقبلتنا واحدة ، ومرجعيتنا أوصتنا ببعضنا البعض  فهم  أنفسنا ، وهذا ما تشاهدونه اليوم في أغلب  المناطق المحررة ، من جرذان داعش ، فتعاملنا مع اخوتنا ، كان مثالا  للتسامح والاخلاق المحمدية  الأصيلة  ، فهؤلاء أبناء قواتنا الأمنية ، وحشدنا الشعبي الأبطال ، يضربون  مثالاً رائعاً  للانسانية ،
 فنراهم ، يعرضون أنفسهم للموت لإنقاذ المدنيين  من النساء والشيوخ والأطفال ، من تحت أنقاض المنازل المدمرة ، التي قصفها داعش ، فلنفتح  من الان صفحة جديدة عنوانها الثقة والاطمئنان .
فالتراضي والعناق ، حان  وقته ومحله مع تقديم التنازلات المتبادلة ، والأعتراف بالأخطاء وعدم تكرارها ، ومثلما تطالب بالحقوق ، تقع عليك واجبات والتزامات ، والدستور هو الحكم ، بين أبناء الشعب الواحد ، والتسوية الوطنية ،  التي أطلقها التحالف الوطني ، بنودها لاتخرج عن روح  الدستور العراقي ، وهي الحل الامثل لمشاكلنا القائمة ،  فهي  ضمانة أكيدة  لكل الأطراف ، وهي مختلفة  جذرياً عن المصالحات الوطنية السابقة التي بنيت على أساس هزيلٍ  وفق مصالح شخصية ، وعهود ووعود كاذبة ، صرفت عليها المليارات في مؤتمرات وهمية ، كانت دوافعها ، لأغراض انتخابية ، بصبغة طائفية . وحين  يبدأ العمل الجاد والحقيقي بهذه المبادرة الوطنية يكون العراق قد أنتصر سياسياً ، والتسوية الوطنية ، ليست تسوية سياسية فقط ، وأنما فيها أتفاقات أقتصادية وأمنية وسياسية ، ومفتاحها الإتفاق السياسي حتى يكون العراق مهيأً لكل بنود التسوية الوطنية المدروسة  لدى أصحاب الشأن ، لترسيخ مبادئ السلم الأهلي والمجتمعي في عراقنا الجديد .
اما معنى كلمة تسوية ،  فهي بالأصل اللغوي لفعل (سوّى) يدل على الاستقامة والاعتدال بين شيئين وسواه، كما في مصباح اللغة: ماثلة وعادلة ، والتسوية تعديل ذات الشيء ومساوتة .

علي حازم المولى

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف