الجزائر تستعد لأسوأ السيناريوهات في ظل تنامي التهديدات من الشريط الحدودي المترامي مع مالي وليبيا

خميس, 08/10/2017 - 08:51
 الجزائر

تستعد الجزائر على ما يبدو لأسوأ السيناريوهات في ظل تنامي التهديدات من الشريط الحدودي المترامي مع مالي وليبيا.

وتعكس المناورات والتدريبات القتالية المكثفة التي انتهى منها الجيش الجزائري قبل ايام حالة من التوجس من أخطار اقليمية وداخلية أيضا.

وتتحسب الأوساط العسكرية الجزائرية مواجهة المزيد من التحديات في قادم الأيام مع الفوضى الأمنية التي لاتزال تشهدها ليبيا وان انحسرت على ما كانت عليه بعد الاطاحة بنظام معمر القذافي.

لكن لاتزال جماعات متطرفة تنشط بقوة في ليبيا وتواجه ضغوطا عسكرية شديدة من قبل الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وتخشى الجزائر من أن تدفع تلك الضغوط خاصة بعد هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية في سرت وجماعات متطرفة أخرى فقدت مواقع سيطرتها في بنغازي بشرق ليبيا، متشددين اكتسبوا خبرة قتالية إلى هجرة عكسية من ثغرات حدودية منفلتة.

وفي الجانب الآخر من الحدود مع شمال مالي يتنامى خطر جماعات ارهابية موالية لتنظيم القاعدة وأخرى انشقت عن التنظيم الأم وبايعت تنظيم الدولة الاسلامية.

وتتنافس القاعدة والدولة الاسلامية على تأمين مواقع نفوذ في المنطقة بينما تتمدد جماعة بوكو حرام في نيجيريا وحركة الشباب في الصومال، إلا أن مالي تبقى أبرز معاقل التنظيمات المتشددة التي تبحث عن توسيع رقعة تواجدها جغرافيا.

وتراجع عدد العمليات الإرهابية في الجزائر في السنوات الأخيرة بشكل لافت إلا أن خطر الإرهاب يبقى قائما وهاجسا حاضرا في كل تمارين وتدريبات الجيش الجزائري بشتى تشكيلاته.

وقد دفعت الجزائر بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى حدودها مع مالي وليبيا فيما تراقب عن كثف الشريط الحدودي مع تونس كما رفعت من مستوى التنسيق الأمني والاستخباراتي مع دول الجوار وزادت من عدد نقاط التفتيش في العديد من المحافظات خاصة منها القريبة من المناطق الحدودية في إطار استراتيجية استباقية.

وتشير مصادر إلى أن الجزائر عملت خلال السنوات القليلة الماضية على تعزيز قواتها المسلحة بأحدث منظومات الصواريخ المضادة للطائرات من نوعي بانستير وأس 300 وصواريخ ياخونت المضادة للسفن وهي أسلحة دفاعية.

وتضمنت مناورات مجد 2017 التي أنهاها الجيش الجزائري قبل أيام قليلة وشاركت فيها قوات النخبة وقوات برية وجوية، تدريبات على التصدي لعمليات اختراق للحدود، ما يعكس طبيعة التهديد الذي تتحسب له الجزائر.

ونقلت صحيفة الخبر الجزائرية عن خبير أمني يدعى بن يونس عبدالهادي قوله "بالنسبة لأي جيش نظامي في العالم، فإن التدريبات وخطط المناورات والتمارين القتالية تنطلق من قاعدة أساسية وهي توقعات الحرب المقبلة أو على الأقل التهديد الذي تتوقعه القيادة العسكرية والسياسية في البلاد".

واعتبر أن التدريبات التي أجراها الجيش الجزائر تحمل أيضا رسائل للخارج والداخل مفادها استعداد القوات المسلحة لمواجهة أي طارئ.

وتأتي المناورات والتدريبات الأخيرة للجيش الجزائري أيضا في ظل وضع داخلي مهتز وسط انقسامات سياسية وصراع خفي على السلطة ومواقع النفوذ.

وألقى مرض الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بظلال ثقيلة على المشهد السياسي العام في الجزائر، بينما يطرح سيناريو الفراغ الدستوري (الشغور في منصب الرئاسة) بقوة في الفترات القليلة الماضية.

كما تواجه الجزائر أزمة مالية بسبب تراجع حاد في الايرادات النفطية بفعل انخفاض أسعار النفط أهم مورد للدولة.

واضطرت الحكومة الجزائرية لاتخاذ اجراءات تقشف وصفها البعض بأنها عبور لخطوط حمراء كونها تمس الحياة المعيشية للمواطن الجزائري، وسط تحذيرات من أن تلهب الجبهة الاجتماعية المتوترة أصلا.

بلقاسم الشايب للجزائر تايمز

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف