فوربس: التغيير في المملكة متلاحق وعميق

أربعاء, 10/04/2017 - 15:15

تتواصل مفاجآت السلطات السعودية الخاصة بالتحرر والتوجه نحو العلمانية، فبعد قرار منح المرأة حق قيادة السيارة، كانت هناك جملة طويلة من القرارات التي تمهد للتحرر المطلق بشكل سريع، وفق مراقبين، ففيما يتعلق بوضع المرأة ودورها في المجتمع السعودي خلال الفترات المقبلة هناك مطالبات بإشراك المرأة في الفتوى، كما أعلنت السلطات عن إقامة منتجعات سياحية عالمية على شواطىء البحر الأحمر في تغير جذري للمجتمع السعودي.

وبعد قرار إعطاء المرأة حق قيادة السيارة، والسماح لها بحضور حفلات اليوم الوطني المختلطة، طالب مجلس الشورى مؤخرا بدخول المرأة عالم الإفتاء وتقديم الفتوى الدينية من المتخصصات والمؤهلات، وذلك في الأقسام النسائية المستقلة والمزمع افتتاحها قريباً في المملكة. كما أكد المجلس ضرورة إشراك الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء للأكاديميات المتخصصات في العلوم الشرعية في بعض أعمالها، مثل الاستكتاب في البحوث، والمشاركة في النشاطات العلمية.

حفل أم كلثوم

كما أثارت إذاعة حفلة غنائية لمطربة عربية في التلفزيون السعودي استمر بثها 45 دقيقة لأول مرة منذ عقود ردود فعل كبيرة على الإنترنت. فقد أذاعت محطة الثقافية السعودية التي تديرها الدولة تسجيلا لحفلة للمطربة المصرية الراحلة أم كلثوم، في أحدث إشارة إلى التغير الثقافي الذي تشهده المملكة. وأثار هذا الحدث انتقادات واسعة من قبل المحافظين وتنديدهم الشديد على مواقع التواصل الاجتماعي، فالمحافظون السعوديون يعتبرون الاستماع إلى الموسيقى أمراً محرماً.

ونوهت القناة الثقافية على حسابها الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى “تويتر” عن إذاعة حفلة لكوكب الشرق أم كلثوم فى الثانية عشرة بعد منتصف الليل. وأعلنت القناة مساء الإثنين أنها ستبدأ في بث الحفلات الغنائية لأم كلثوم، وذلك فى إطار خطة السلطات بتغيير ملامح المجتمع السعودى. وتوقع مراقبون عرض عدد من حفلات مطربات أخريات غير أم كلثوم، خلال الفترة، ويرى المراقبون أن هذه القرارات الجريئة هدفها تخفيف الضغط الغربي على السلطات السعودية، المطالب بتحرر المرأة بشكل جذري.

تغير حاد

وتعكس هذه المطالبات التي تبناها مجلس الشورى مدى حدة التغير الذي يشهده المجتمع السعودي حاليا، بعدما ظلت صلاحية إصدار الفتاوى مقتصرة على المشايخ الذكور منذ تأسيس المملكة. ورغم أن تلك الخطوات ربما ستستغرق وقتا، إلا أن مجرد طرحها يقلب ميزان المجتمع السعودي رأسا على عقب.

ومن أوجه التغير في المملكة العربية السعودية أن أعلنت السلطات عن إطلاق مشروع البحر الأحمر كوجهة سياحية عالمية، وهو عبارة عن منتجعات سياحية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بالسعودية. وذكرت التقارير الصحفية أن المشروع سيقام بالتعاون مع شركات عالمية في قطاع الضيافة والفندقة والسياحة العالمية. كما أن المشروع سيشكل وجهة ساحلية تتربع على عدد من الجزر في البحر الأحمر بين مدينتي أملج والوجه، والمشروع الجديد ستحكمه معايير للارتقاء بالسياحة العالمية عبر فتح بوابة البحر الأحمر أمام العالم.

وفي هذا الإطار، نشر موقع “فوربس” الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن التغييرات الجذرية الحاصلة في المملكة العربية السعودية، أشار فيه إلى أن مواكبة التغيير والأحداث المتلاحقة في المملكة العربية السعودية أصبحت صعبة نظرا لكثرة أحداثه وتطوراته.

تعدد المحاذير

وفي تقرير عن المرأة السعودية أوضحت الكاتبة روبيكا ليند لاند، أن السماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة، ما هو إلا بداية الطريق الطويل لتحرير المرأة السعودية، وقالت إن هناك العديد من الأشياء المحظور على المرأة فعلها في السعودية، ولكن يمكن تغيير ذلك في لحظة واحدة بمرسوم حكومي، حيث سمحت السلطات السعودية الأسبوع الماضي للمرأة بقيادة السيارة بعد سنوات طويلة من التجريم والتحريم.

وأضافت لاند ان من أفتى بالتحريم لعقود هو نفسه من أفتى بأن الأصل في قيادة المرأة للمركبة السماح وعدم التعارض مع الدين. وأشارت الكاتبة إلى أنه رغم قرار السماح للمرأة في المملكة بالقيادة لا يعني أنهن سيتمكن من ذلك بكل أريحية، إذ لا تزال هناك عقبات أمامهن، كما أن المرأة تعاني في الكثير من المجالات من وصاية الرجل. وأوضحت أنه رغم أن التغيير الذي طرأ على حق المرأة في القيادة هو بالتأكيد أخبار مرحب بها، فإنها ما زالت قلقة من أن قوانين الوصاية الرجالية تعني أن المرأة قد لا تتاح لها فرصة القيادة.

عقبات أمام المرأة

ووفق الكاتبة، تنطبق الوصاية على الذكور في المقام الأول على النساء اللواتي يسافرن إلى الخارج او الحصول على جواز سفر، ويدرسن في الخارج، حيث لا يزال يتعين على المرأة أن تكون مصحوبة بأحد الأقارب الذكور، وهناك مجالات أخرى عديدة. وقالت إنه في الوقت الحاضر، يعني نظام الوصاية والثقافة الأبوية أن فرص المرأة وخياراتها تعتمد اعتمادا كبيرا على فرص الرجال في عائلاتها. وتزامن السماح للمرأة بقيادة السيارة مع تغييرات أخرى شهدتها المملكة في إطار سياسة التحرر والانفتاح، مثل السماح بحفلات الرقص في الفنادق وغيرها من الأمور التي أغضبت الكثيرين ووصفوها بالتجاوزات.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف