فشل، هزيمة وتهديد حقيقي للمنطقة، مشهدٌ يختصر السياسة الخارجية السعودية، فالمتابع للشأن الخليجي عامة والسعودي بشكل خاص يرى حجم التخبط الذي تمر به المملكة في ما يخص سياستها الخارجية، حيث يعتبر الكثير من الخبراء بأن المملكة تمر بأسوأ حالة من التخبط في تاريخها الحديث وذلك منذ تأسيسها.
يرى الخبراء بأن السعودية لم يعد بمقدورها التكتم وإخفاء حالة عدم الاستقرار السياسي التي تعيشها، في ظل فشل الطبقة السعودية الجديدة في التعاطي مع الأزمات الخارجية الطارئة. والتي تزامنت مع انهيارات في النفوذ السياسي الخارجي السعودي في كل الأبعاد والإتجاهات، وهزائم عسكرية وسياسية متلاحقة ابتداء من سوريا، مروراً باليمن، انتهاء بمواجهة إيران، وفشل الحصار الرباعي التي تقوده الرياض على قطر.
مركز “ستراتفور” الاستخباراتي الأميركي، وفي تقرير له أشار الى أنه وبدعم من واشنطن، ستظل الرياض تحاول التواجد بشكل أكبر في لبنان والعراق وسوريا واليمن. وعلى الرغم من قوة السعودية العملاقة الهائلة، إلا أن خياراتها السياسية والعسكرية في ساحات القتال محدودة مقارنة بإيران، وهي حقيقة قاسية ستستمر في منع السعودية من تحقيق طموحها القديم، المتمثل في الهيمنة على الشرق الأوسط.
وفي ما خص النزاع مع قطر ذكر المركز، أنه بدأ يدمر ببطء نسيج مجلس التعاون الخليجي الذي ينتمي إليه كل من البلدين. وبدأت المملكة تفقد اهتمامها بعزل قطر، حيث أصبح واضحا أن هذا الجهد مصيره الفشل.
وختم تقرير “ستراتفور” ان السعودية سوف تواجه صعوبة في تشكيل جوارها كما تراه مناسبا. لأن الشرق الأوسط متقلب للغاية، وإيران منافسة قوية جدا لأن تسمح بتشكيل المنطقة على هوى المملكة.