الإصلاح عند مقتدى :عمالة و بطش و إجرام

جمعة, 04/27/2018 - 16:02
ماهر خليل الحسيني

منذ أن نطلقت التظاهرات المطالبة بضرورة إصلاح الأوضاع المزرية التي يعاني منها العراق، و يتجرع مرارتها الشعب طيلة 15عام و الحال يزداد من سيء إلى أسوء ، وبعد صمت السيستاني ، و سكوته عن الجرائم المختلفة التي ارتكبها سياسيو عمليته الفاسدة ، و عدم استجابته لمطالب الجماهير المنتفضة بعد أن وصلت حال البلاد إلى ما لا يُحمد عقباه لم يجد الشعب حلاً سوى الخروج بتظاهرات سلمية رافعة لشعار الإصلاح ، و الاقتصاص من السياسيين الفاسدين ، و إعادة الأموال المهربة إلى خارج البلاد عندها شعرت الطبقة السياسية بخطورة هذه الانتفاضة ، و أنها أخذت بالاتساع شيئاً فشيئاً لتشمل مختلف المدن العراقية هنا بدأ اتباع ابليس تفكر في مخرج لها من هذا الوضع المتأزم فخرج مقتدى بكذبة مشروع الإصلاح ، و كعادته مارس سياسة الضحك على الذقون ، و الالتفاف على التظاهرين ، و سرقة جهود حراكهم المدني مستغلاً الفوضى ، و التشتت الذي تعيشه قيادات الحراك المدني ، فنزل مقتدى بنفسه لقيادة التظاهرات ، و زج بمرتزقته بين المتظاهرين لبث الاشاعات المغرضة ، لتحريض المتظاهرين باقتحام المباني ، و الدوائر الحكومية ، وهذا ما حصل فعلاً مع مبنى البرلمان العراقي ، و هذا إن دل على شيء إنما يدل على حقيقة النوايا العدوانية التي يضمرها مقتدى تجاه الحراك المدني ، وهذا العداء أيضاً يكشف لنا عن عنجهية مقتدى ، و دكتاتوريته ، وقيادته لعمليات الاغتيال التي يقودها قادة فرق الموت التابعة لتياره الفاسد ، و لا ننسى كيف قطع الطرق بموكب سياراته المصفحة الطويل العريض ، و استخدم جرائم القتل ، و البطش بالأبرياء من العراقيين بذرائع شتى و بطرق فوضوية أقرب ما تكون الى المستوى البهائمي في غاب الوحوش ، فدخل محفوفاً بمليشياته الذين اقتحموا المناطق الحكومية المحصنة ؛ ليمارس لعبة التحايل على الشعب ، و يهتف مرتزقته بهتافات الإصلاح ، و الوطنية المزيفة من أجل تلميع صورته التي باتت تقف على المحك خاصة ، و أن الطبقة السياسية باتت اوراقها مكشوفة ، و تنذر بعواقب وخيمة أمام تضاهرات الجماهير المنتفظة ، وكما قلنا فبسبب فقدان القيادة الحكيمة لتلك التضاهرات ، و افتقارها الى مقومات التأثير في الشارع العراقي ، فقد انتهز مقتدى الفرصة ، و مارس سياسة الضغط على تلك القيادات المهزوزة التي سرعان ما قدمت التنازات عن قيمها ، و مبادئها الوطنية المطالبة بالإصلاح ، و انقاذ البلاد مما تعانيه ، فانخرطت تحت إمرته الاحزاب ، و الشخصيات المدنية ليتصرف بها كيفما يشاء تحت شعار سائرون ، و لا نعرف الى أين ؟ ، أيضاً فالإصلاح عند مقتدى يعني العمالة للشرق ، و الغرب مقابل الحصول على دنانيرهم ، و دولاراتهم ، و لعل زيارته لابن سلمان خير دليل على عمالته ، و خيانته لدماء الشهداء الذين سقطوا على يد الإرهاب ، و القوى التي تدعمه من حكام الخليج ، فحقيقة الامر لكل تصرفات مقتدى تأتي من خلال التغطية على أمور بات كشفها يطال شخصه ، و فعلا نجح في تحشيد أتباعه ، و انضوائهم في تلك الاحتجاجات ؛ ليجعل منها الطريق الاسلم في الابتزاز ، و المساومة مقابل صرف النظر عنها .

بقلم ماهر خليل الحسيني

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف