بتعبير ادق "عبد الحسين عبطان وزير ناجح، لكنني لا انتخبه لأنه من تيار الحكمة، الذي يتزعمه عمار الحكيم"، "والله لو كان وزير الشباب والرياضة مستقلاً لانتخبته، لكنه في تيار الحكمة"، بهذه العبارات وغيرها يخاطب الاعلام الممول عقول الناخبين، وكأن المعني قد ارتكب جرماً بانتمائه لتيار الحكمة، الذي يتزعمه السيد (عمار الحكيم)، وكأن تيار الحكمة هو من يحكم العراق طيلة الفترة الماضية، أو هو التيار الذي فشل في ادارة الدولة العراقية.
وزارات الدولة العراقية (30) وزارة، بين سيادية وأمنية وخدمية، والجميع مشارك في ادارتها، لو راجع المتابع السنوات الماضية سيجد ان تيار الحكيم هو الأقل نصيباً من بين الجميع، في ادارة تلك الوزارات، ففي حكومة (٢٠٠٥-٢٠٠٦) كان نصيبهم وزارة الداخلية فقط، وأداروها ادارة ناجحة في زمن الطائفية والقتل على الهوية, ثم وزارة المالية في حكومة (٢٠٠٦-٢٠١٠)، وهو الوقت الذي عملت فيه الوزارة على إسقاط الديون، حيث أطفت قرابة (١٦٤) مليار دولار، وخفضت سعر صرف الدولار بنسبة 53% من سعره السابق، واستمر هذا الحال حتى بداية حكومة (٢٠١٠-٢٠١٤)، التي لم يشاركوا فيها، التي لم تحافظ على استقراره، وبقي متذبذباً ولَم يثبت على حال، حتى يومنا هذا.
شارك تيار الحكيم في حكومة (٢٠١٤-٢٠١٨) بثلاث وزارات.
الاولى/ وزارة النفط التي رفعت سقف الانتاج مِنْ (مليونين وثلاثة مئة الف) برميل، الى (خمسة ملايين برميل) يومياً، وهذا ما لم يُحققه غيرهم، في العشر سنوات التي سبقتهم، واضافة الى واردات العراق من (٨-٩) مليار دولار سنوياً، عن تصدير الغاز المصاحب للنفط، الغاز الذي كان يحرق منذ عام ١٩٢٠ حتى أواسط عام ٢٠١٦، ولَم يعمل عليه اَي وزير عراقي سابق.
الثانية/ وزارة النقل التي تحولت من خاسرة الى رابحة، خلال فترة اقصاها سنة وثمانية أشهر، لتقوم بتوزيع الأرباح السنوية على موظفيها، وترفد ميزانية العراق بمبالغ تقدر بـ (ثمانية مليار دينار سنوياً).
الثالثة/ وزارة الشباب والرياضة بقيادة الوزير (عبد الحسين عبطان)، الذي قدم ما عجز عن تقديمه غيره، خلال الفترة التي سبقته، من بناء ملاعب دولية ومحلية وإعادة تأهيل أغلب الملاعب القديمة، وتمثيل رياضي دولي واضح يتحدث فيه البعيد قبل القريب، وآخرها رفع الحظر عن الملاعب العراقية، الذي دام لسنوات طويلة.
فبعد عجز الاعلام الممول عن إيجاده مذمة في حقه، أخذ يحاكي الناخب العراقي، ان الوزير ناجح لكنه تابع لعمار الحكيم! ما هي مثالب السيد (عمار الحكيم)؟، الم يقدم وزراء ناجحين في كل الحكومات التي شارك فيها؟ اما كانت لديه خمس فصائل في الحشد الشعبي؟ الم يجلس في البرلمان العراقي، ولَم يخرج منه حتى أُقُرَ قانون الحشد الشعبي، الذي انصف المقاتلين وحافظ على حقوقهم؟ اما كان الوحيد من بين الجميع، الذي قدم ملفات المحافظ التابع الى كتلته الى هيئة النزاهة؟، ولَن يفعلها أحداً بعده، الم تكن كتلة الحكيم هي من عملت على إقرار قانون البصرة عاصمة العراق الاقتصادية؟ ذلك القانون الذي جمدته الحكومة لكي لا يحسب نجاحاً للحكيم وتياره؟ الم تكن كتلته هي من اقرت قانون منحة الطلبة، الذي حاربه وزير التعليم العالي بكل ما أُتي من قوة، حتى جعله حبراً على ورق، الم تكن كتلته هي الوحيدة التي قاتلة من اجل إقرار قانون الخمسة بترودولار، للمحافظات المنتجة النّفط.
طالبت الحكومة الكتل السياسية بطرح وزراء تكنوقراط، فكان الحكيم اول المبادرين، وقدم تكنوقراط حقيقي، بعيد عن الحزبية والانتماء، والدليل إنهم رشحوا للإنتخابات مع كتل اخرى، ولم يرشحوا مع تيار الحكمة.
يدعي البعض إن السيد (عمار الحكيم) يتدخل في عمل كتلته ووزراءه، فهذا النجاح يحسب للوزير والكتلة والحكيم، لأنهم يسترشدون بقائد ناجح ذو رؤية صائبة، اما اذا كان الوزراء والكتلة هم من حققوا تلك النجاحات، فيحسب ذلك النجاح ايضاً للوزراء والكتلة وزعيمهم، لأنه اختار الأكفّاء للمناصب التنفيذية والبرلمان.
عندما تتابع مواقع التواصل الاجتماعي ستجد المستهدف الاول والأكثر استهدافاً هو الحكيم وتياره، ولو سألت اَي شخص عن اسماء الوزراء لا تجده يعرف غير وزراء الحكمة، وترى الجميع يلقي باللائمة عليهم وحدهم، بينما هناك من يمسك زمام الحكومة منذ السقوط الى يومنا هذا، وهم اكثر ممن يديرون الوزارات والمناصب التنفيذية، لكن الناس لا تسأل عنهم، ولا تحملهم ما يحملونه للحكيم وتياره، فهذا هو ثمن النجاح والصدق مع الجمهور.
رضوان العسكري