ممّا لا شكّ فيه أنَّ الإسلام شدَّد على الباطن والنيَّة، فقد اشتهر عن (النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال: "إنَّما الأعمال بالنيّات, وإنَّما لكلِّ امرئ ما نوى, فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى أمر دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"2. وعن الإمام الصادق عليه السلام (اجعلوا أمركم هذا لله، ولا تجعلوه للناس، فإنَّه ما كان لله فهو لله، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله)
الشعائر: جمع "شعيرة"، وهي كلُّ ما أمر الله به من أمور الدين، وكل ما وجبت علينا طاعة الله فيه، وتعظيم شعائر الله: إجلالها، وإحلالها المكانة الرفيعة في المشاعر والقلوب، وأداؤها برغبةٍ ومحبةٍ وشغفٍ، وشعائر الله تحيط حياتنا كلَّها، وهي متنوعة ومتعددة، منها الشعائر الزمانيَّة، كشهر رمضان، شهر عظَّمه الله، أرسل فيه رسله، أنزل فيه كتبه، وأمرنا بتعظيمه؛ ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ) [البقرة: 185]، فهو شهر البعثة، وبها عرف الإنسان التوحيد، وظهرت شمس الإسلام، عظمته في قلوبنا واجبة، ودليلها صومنا وتقربنا إلى الله بالعبادة والأعمال الصالحة
وبطبيعة الحال كلّما ازداد المؤمن إيماناً وارتقى في درجات إيمانه كلّما عظمت حرمته ومنزلته؛ ولذا كان أعظم البشر حرمةً عند الله تعالى هم محمد (صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام،
من هنا نقول ان احياء وتعظيم شعائر الله هي اوسع الابواب لتطهير النفس البشرية فهي من تقوى القلوب، احياء شعيرة كربلاء وقضية عاشوراء بشكل دوري هي ايضاً لتجديد العهد مع هذه العواطف الانسانية من خلال المواقف التي مرت على ابي عبد الله الحسين عليه افضل الصلاة والسلام.
وبذلك كان لانصار الحق الدور في احياء الشعائر الحسينية التي تأخذ بالإنسان الى طريق الجنة وهذا مقتبس من اقوالهم جاء فيه:
((تعظيم الشعائر الإلهية، هي تنوير للعقل وتحصين للفكر من الأفكار الدخيلة على الإسلام المحمدي الأصيل ، وخروج من منزلق الهاوية إلى رضا الله الرحمن ، والالتحاق بركب الحسين وأصحاب الحسين وأهل بيته (عليهم السلام)،
ومن هذه الزاوية فقد اوضح المحقق الاستاذ الصرخي جانب من جوانب تحصين الفكر والنفس من الانحرافات الدنيوية الخاوية وملذاتها الفانية وهذا جزء من كلامه الشريف جاء فيه :
وكما قال المرجع الصرخي :
بتحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والإفساد تكون في إصلاح ومن أهل الصلاح والإصلاح، وتكون مع الحسين الشهيد ومع جدّه الصادق الأمين ((عليهما الصلاة والسلام)).
احمد الركابي