عالم تقي، يعرف مواضع القوة والضعف، لا تأخذة في الله لومة لائم لا يميل
لفئة او جماعة، يترفع عن كل شيء دنيء شخصي فئوي واعتباطي، يتدخل عندما
يحين الوقت وتصل الامور الى اللا حل وينحرف المسار عن الطريق الصحيح
فيصدح بالحكمة والقول الفصل - العظيم- انه يرفع يده عما صَحح ويزهد بما
أَنجز ويتحمل ان تُلقى الاخطاء علية .
زاهد كبير، مطّلع على اغلب التجارب، معلم متمرس، ان قال بطل ما كانو
يؤفكون، صمته حكمة وكلامه حجة بالغة، لا يعادي احد بل يحب ويدعو للجميع .
(اطّلعت على كتاب جامع النصوص التي اصدرها سماحته دام ظلة في الشان
العراقي منذ السقوط الى فترة قريبة من اعداد الحاج حامد الخفاف) تراهُ
قارىء لما يحدث بأمتياز، يعرف الصغيرة والكبيرة، ويسير بتناسق راقي ، أب
للجميع (اعداء ومحبين)، سبّوه فحماهم واحتضنهم، داسوا على صوره بإحذيتهم
ودمروا المساجد فنُقل له ذلك فكان ردهُ: (من سمح لكم ان تعلقوا صوري في
المساجد والاماكن العامة)، اتهموه بالمنبطح عندما احتضن العراقيين جميعاً
وقال السنة انفسنا، فلم يسمع لتخرصاتهم فلا يبنى العراق بالطائفية، حقن
الدماء عندما فجّروا الامامين العسكريين عليهم السلام والعراق الجريح على
شفا حفرة، فمنع الاعتداد على مساجد ومراقد اهل السنة وحرم قتلهم او
الاعتداء عليهم.
استغل بعض السياسين عنوانه الطاهر فيأتون اليه (لا يعملون بما يريد)، فقط
ليضهروا بمؤتمر صحفي في باحةِ بيتهُ البسيط قرب امير المؤمنين علية
السلام ليوهموا الناس انهم الاقرب اليه فمنعهم من ان يأتون .
عندما اوصل الفاشل الفاسد البلد لحافة الهاوية وجعل العراق عدو الجميع
ولم يسمع لما تنصحه المرجعية ورمى البلاد في سياسة المحاور، فَسنت
المحاور الاخرى انيابها علينا، اضحى العراق لقمة للإرهاب والتدمير
والطائفية واللاستقرار، لينعم الفاشل ورفاقهُ بخيرات البلاد، اصبح الجيش
مرتعاً للفساد، تسنم البعثيون قيادته، وعصفت المحسوبيات ربوع المنظومة
الامنية، شحنت الطائفية الداخل والخارج، فسقط البلد ودُمرت بناهُ التحتية
وانُتهكت الاعراض ونهبت خيراته وهدمت حضارته . انبرى عظيمنا بفتواه
ليوقف الانهيار وبغداد محاطه بمصاصي الدماء، خرج الملبين الابطال لنداء
عظيمهم، أرخصوا الدماء وتركو العيال والاطفال لينقذوا البلد من نيران
الارهاب والطائفية فاستطاعوا بحمدالله ان يستأصلوا ذلك الورم من جسد
العراق لتعود عجلة الحياة من جديد .
اليوم العراق امام تجربتة الديمقراطية التي من خلالها يجعل من يديروا
زمام البلد للفترة المقبلة فالمسؤولية كبيرة .
المرجعية ستصدر شيئاً عن ذلك التحدي فأنا لها طائعين .
تقي هاشم الخويلدي