ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يمكن ان يكون هناك تلازم بين الباطن والظاهر على حساب تكفير الاخر ,بحيث لايكون العمل الظاهر مستلزماً لعمل الشخص (باطناً) حقيقة " كماهو الشأن في حال المنافق ,وعليه لايمكن ان نخلط بين احكام الدنيا واحكام الاخرة ,فالمنافق تجري عليه احكام الاسلام ظاهرياً, حتى وان كان معلوم امره في الحكم الاخروي انه من الكافرين وحسابه جهنم ..في الواقع الانساني علينا اتباع عالم الدنيا واحكامها على حساب تصرفات الاشخاص ظاهريا ومايعمله في الخارج ومايتصرف به ويعمل به"
الانسان يعامل الناس بما يظهر منهم، فلو ظهر الصلاح فتعاملهم معاملة الصالحين "وليس مطالبين بان يحكم على الباطن ..لان الباطن لله تعالى
وجود تراثٍ تكفيري كبيرٍ تكوَّن على مدى عقودٍ بل قرونٍ من الزمان، نتيجة تداخل عوامل وأسباب عديدة أهمُّها ما يرتبط بالجانب السياسيّ، وتأثّر الجانب الدِّيني ببعض الظروف والعوامل السياسيَّة، ممَّا أدَّى إلى تشكّل كمٍ من ذلك التُّراث الذي يُكفِّر العديد بل الكثير من المسلمين، بمعنى أنَّه يُخرِجَهم من الإسلام، ليُبيحَ لنفسه القيام بمختلف أعمال القتل والإجرام بحقِّهم. وهذا ما قادَ إلى إيجاد تصدَّعات قويَّة في جسد الأمَّة الإسلاميَّة والمجتمعات الإسلاميَّة، مع ما أفرخه ذلك التُّراث من حقدٍ وعصبيَّات ومفرداتٍ ثقافيَّة لا تألو جهداً في النخر في وحدة الأمَّة الإسلاميَّة ومِنعَتها وقوَّتها.
مايجري اليوم في الواقع ومايحدث من تقاتل وسفك دماء هو بسبب التكفير المبني على خلاف ماينتهجه المقابل من فكر ومايخالفه للفكر والمنهج الاخر" حيث شاركت في بروز ظاهرة التطرّف والتكفير، الوجود الصهيونيّ والأميركيّ وغزو بلاد المسلمين، والإعلام الغربيّ والصهيونيّ المسيء إلى الإسلام والمسلمين، وضعف المُمانعة لدى الحكَّام العرب والمسلمين تِجَاه المشروع الأمريكيّ والإسرائيليّ وانخراطهم فيه، وضبابيَّة موقف كِبَار علماء الإسلام (إلا القليل منهم) في تحديد الموقف من ذلك المشروع وأفعاله وأدواته وأساليبه, في نشر بذور التطرف عبر وسائل متعددة جعلت البلدان عرضه للاقتتال والتناحر والشتات وبهذا المنطلق اشارالصرخي الحسني في محاضرته الاولى ( السيستاني ما قبل المهد الى ما بعد اللحد ) ضمن سلسة محاضرات " تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي "2_6_2016 " حيث ذكر لايمكن ان تكفر الاخر على حساب مايكنه في قلبه بل عليك بالظاهر وهذا نص قوله
(..أنت عليك بالظاهر لاتأتي وتتحدث عما في داخل الإنسان عما في قلب الإنسان عما في فكر الإنسان وتحاسب وتعاقب الإنسان وتكفِّر الإنسان وتقتل الإنسان وتبيح الدماء والأعراض على ما في قلب الإنسان ، هذا المنهج وهذا التكفير وهذا القتل والتقتيل ، هذا هو السلوك اليومي هو الذي الآن الذي يحصل ، في العراق في الشام في أماكن أخرى ...)
ثقافة التكفير وفقه التكفير، أضحت السِمَة الأساسيَّة لبعض الجماعات في تكفير المسلمين وهدر دمائهم,تراث هجين مشّوه بالكثير من الافكار التي لاتمت للاسلام بصلة ولا للانسانية بشيء ..ولذلك لا يُمكن علاج ظاهرة التكفير المُنفَلِت، ما لم يُعمَد إلى تعطيل ذلك التُّراث التكفيريّ وتفكيك ألغامه
ــــــــــــــــــــــــ
هيام الكناني