تشهد الأحياء الشعبية في الكثير من ولايات انواكشوط انتشارا واسعا لمراكز الرقية الشرعية، ويرد الى هذه المراكز خلقا كثيرا من أصحاب الحاجات الذين عمى الجهل أبصارهم، وجعلهم يبحثون في دور الشعوذة والمحتالين طلبا للشفاء من أمراض وهمية خلقها ضعف اليقين بالله والإيمان بالقدر٠
ويجد أصحاب هذه المراكز الفرصة في الانتشار بسبب ما يحيطون به عملهم من قدسية حيث يتذرعون بأن عملهم يقتصر على ترقية الشخص بالقرءان وما تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأدعية، ولذلك تتجاوزهم عين الرقيب الأمني، رغم ما تجلبه هذه الدور من قضايا خطيرة أبسطها اثارة عقول ضعيفة والتغرير بها أنها مسكونة بالجن والسحر، وهو ما يبتز به مدراء هذه الدور زوارهم٠
كانت الحلقات التي يقدمها الموريتاني ولد داهي والأردوني في قناة تلفزة شنقيط، المفتاح الذي فتح عين المواطن على مثل هذه الدور، وشجعه على زيارتها ٠٠ وزاد ذلك أكثر غياب التوعية من الدولة ضد هذه الدور، والتصريح لها بممارسة نشاطها بحرية، الأمر الذي جعل المواطن يلامس أن الدولة وراء انتشارها٠
صمت الدولة وتجاهلها لانتشار دور الشعوذة التي تُمارس فيها أعمالا تمتد الى حد قيام مدراء في هذه الدور الى عمل الاغتصاب في غياب الزبونة تحت تأثير التنويم الذي يمارسونه على الزبون ليخرج من ذاته٠
واكبر دليل على عدم سلامة هذه الدور من الشوائب المخلة بالأخلاق والدين تقدم مواطنون بشكاوى ضد مشعوذون في هذه المراكز، اقدموا على اغتصاب نسوة بعد استدراجهن الى الخلوة،٠٠ أح المشعوذين يدير مركزا للقرية الشرعية قام باستدراج زبونة بحجة أن حالتها تستدعي المبيت في المركز الذي قطع مقره بالميناء و رفض ترك أحد أقاربها برفقتها، وفِي الصباح كشفت الزبونة لذويها أن المشعوذ قام باغتصابها، وقد رفع زوج السيدة شكوى ضد المشعوذ الذي لعب على الأسرة حتى استرضى زوج السيدة وتوقف عن تحريك الدعوى ضده٠
مدير مركز للشعوذة في حي " ملح" بتوجونين قام بتفريق سيدة مع زوجها، حيث قال لها إن ما تشكو منه بسبب الجن الذين يسكنون زوجها، وأنها لن تشفى من ما تعاني منه قبل أن تتطلق من زوجها، وقد شعر الزوج ببعض النفور من زوجته وعدم الطاعة، وفِي حديث بينهما أخبرته أن الراقي أخبرها عفاريتا من الجن تسكنه وأنها سبب ما تحس به من كآبة وعدم استقرار٠
الزوج زار الراقي في مركزه ونذره من التواصل مع زوجته ويطردها إذا زارته٠٠ لكن الراقي لم يمتثل لطلب زوج السيدة الذي تابع زوجته حتى دخلت على الراقي في مركزه ، وهجم عليها داخله ودخل مع الراقي في شجار عنيف٠
انتشار هذه الأوكار التي يُزعم أصحابها أنها مراكز للرقية الشرعية، سيقود البلد إلى حالة من الانفلات بسبب لعب هؤلاء المشعوذين على عقول المواطنين الضعيفة والجهل، حتى أن بعض مدراء المراكز ينشر فكرا يشوه الدين ويتعرض فيه للمالكية، الأمر الذي يؤكد أن المراكز غير آمنة من أن تكون لدى أصحابها ارتباطات بمذاهب خارجية٠