منذ أن انبثقت قيم ديننا الحنيف ذات الطابع الوسطي، و المعتدل، و بدأت الناس تستأنس بفيض عدالة، و وسطية تلك القيم الإنسانية، فإنها قد وقفت على حقيقة تعاليم الإسلام و معرفة جوهره النبيل، فدخلت به افواجاً افواجاً خاصة شريحة الشباب، و الأكثر أهمية و مكانة في المجتمع كونهم ادة المستقبل و المعول عليهم تحقيق حلم الإنسانية بقيام دولة العدل، و الحرية، و الإنصاف، وهذا ما جعل أعداء الإسلام، و كل الحاقدين يكنون العداء لهذه الرحمة الإلهية الكبرى، فبدأت خيوط المؤامرة تُحاك في أروقة الشياطين، فقد وجدوا ضالتهم في نشر ثقافة الانحطاط الأخلاقي، و إشاعة مظاهر منحرفة سعياً منهم لاحداث هوة بين الشباب، و بين جوهر وجودها الصافي ألا وهو الاسم المحمدي الأصيل، وهذا ما حتم على شبابنا الواعي، و المثقف، و المؤمن برسالته الإلهية، و حقيقة أهدافه، و مبتغاه الذي ساهم، و بشكل كبير في الحد من ظاهرة الانحراف الأخلاقي، و العقائدي عند الشباب من خلال الفعاليات الفكرية، و العلمية، و الثقافية، و المهرجانات الأدبية، و المجالس القائمة على إحياء التراث الإسلامي الذي يستمد نبعه الصافي من رحيق الجنان في ديننا الحنيف، وهذا أيضاً يُحسب لهم من باب تماشي أهدافهم مع رسالة السماء، فلم تخرج تلك الفعاليات عن دائرة تلك الرسالة المعطاء فنجد جل مهرجاناتهم تزخر بالثقافة المعتدلة، و المناهج الوسطية التي تحاكي العقول النيرة، و الأنفس المتفتحة على كل ما تؤمن به مذاهب أمتنا الإسلامية الاصيلة، وهذا ما كتب لها النجاح، و بإشادة الكثير من رواد الفكر الشبابي، و الذواقين في هذا المجال فكانت بحق مدرسة عالية المضامين بنشرها الفكر المعتدل، و الأسس الصحيحة لبناء المجتمع الناضج، و تحقيق التكامل الإنساني بمختلف أشكاله النبيلة، وفي مقدمتها الأخلاقي، و النفسي لتكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها، و مما حقق لها النجاح أيضاً في مسعاها الحميد هو اختيارها لطرق الأداء المبدعة، و الاطوار الجيدة القريبة على العقول، و ذات الوقع الكبير في نفوس الشباب، و منها الشور لما يمتلكه من روعة الإيقاع، و التأثير في روحية الشباب، و تناغمه مع مخيلتهم بما يجعلهم يعيشون الواقعة و كأنهم في وسط الحدث رغم بعدهم عن مكان، و زمان وقوع الحادثة، بالإضافة لذلك خفة الإيقاع، و تفاعل الجسد مع حركاته، وهذا ما يشد الجمهور مع المنشدين، و المسبحين، و يخلق بينهم حالة من الانسجام، و التفاعل الكبير حتى نرى أن الكثير منهم قد يصل إلى حالة اللاوعي بسبب تفاعله مع الواقعة، وهذا ما نرى مصداقيته، و حقيقته الرائعة في مجالس الشور التي يقيمها أنصار الأستاذ الصرخي في مختلف المدن العراقية و التي نالت استحسان شريحة الشباب، و بشكل ملفت للأنظار؛ لما فيها من تقوى، و إيمان، و وسطية، و اعتدال، و خُلُقٌ نبيل جمعهم على هدف واحد ألا وهو نشر قيم، و مبادئ ديننا الحنيف في شتى أصقاع المعمورة و إنقاذ شبابنا من مهاوي الرذيلة و الفساد و الإفساد .
http://gulfup.co/i/00687/obceq6tycvu5.jpg
بقلم // احمد الخالدي