شهر كريم يشحذ همم العُبُّاد بشعائر الهية تعبدية تقوّي الإيـمان؛ وتسمو بالأخلاق وتدفع بالإنسان الى الإمتثال الأمثل للأوامر الإلهية ، واجتناب النواهي والمنكرات، فيحلق العبد في أجواء روحانية، يتخلص فيها من غبار الصفات البهيمية وانكار الذات ليعيش في رحاب القرب والوله الالهي والخضوع ؛ هكذا كان لمجالس الشور المهدوي في عموم محافظات العراق وخاصة في شهر رمضان المبارك ؛ حيث وثقت عدسات التصوير وقنوات الاعلام صوراً مهيبة رصدت فيها الأجواء الروحانية في شهر رمضان لمجالس الشور المهدوي في المساجد والساحات العامة ، مع الحضور المهيب لأغلب الفئات العمرية من الأشبال و الشباب، والتي عكست بدورها الأجواء الأيمانية التي تحف بالمبتهلين واصحاب النجوى للقرب والتقرب من الله تعالى بالخضوع والخنوع الحضوري، واستشعار المناجى المكلوم (عجل الله فرجه الشريف) والدعاء بالفرج والتعجيل لحضوره المبارك، في زمن غلبت عليه صفة الحيوانية وانتشر فيه القبح والفساد حتى ملُئت الارض جوراً وظلماً ..
بطمأنينة وسكينة كانت آثار مجالس الشور، مدارس يستبصر فيها المسلم علومه وأفكاره ويتزود بزاد القيم والمبادئ، وينير العقل بالفكر والعقيدة الحقة ، وتجتمع فيها القلوب وتأنس النفوس بأجواء الاخوة الصادقة، وهي تطهر كل ما صدأ عليها بدموع التوبة والحسرة والألم في القصور والتقصير له سبحانه وتعالى ، وبحق أوليائه (سلام الله عليهم اجمعين ) ؛ وبهذه المحافل والمجالس تجسد اروع مصداق جمع روح الشباب المسلم الواعد بابتهالات الطفولة والبراءة ليكون شعلة وهاجة في طريق الصلاح والاصلاح والقدوة والاقتداء ،وتقريب المسافات البعيدة، وليدعوا بكل حب وحضور انهم يرونه بعيدا ونراه قريباً .