بدأت حملة الاعتقالات ضد ناشطي الرأي وحقوق المرأة التي شنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مؤخرا، تأخذ بعضا من الصدى لدى الرأي العام الغربي، وتلقى إنتقادا من وسائل الاعلام الغربية التي ترى فيها تناقضا مع ما حاول بن سلمان اظهاره خلال الشهور الماضية من أنه قرر اعتماد سياسة انفتاحية تجاه متطلبات مجتمع المملكة .
ولكن الابرز في ما تناولته الصحافة البريطانية هو ما نقلته صحيفة ” التايمز” عن مسؤول سعودي حيث يعتبر أن هناك “حملة يتعرض لها ولي العهد السعودي من خصومه في الخارج ومن بينهم أفراد من الاسرة المالكة”. وهي المرة الاولى ربما التي يعترف فيها مسؤول سعودي بهذا الوضوح بالصراع داخل أسرة آل سعود بعد استلام بن سلمان دفة إدارة الحكم في الرياض.
وأشار المسؤول السعودي -بحسب الصحيفة-إلى أن المخاوف الحقيقة وراء اعتقال النشطاء هو أنهم كانوا على اتصال بمن وصفهم بالـ “منشقين”. وقال المسؤول إن هناك حملة ضد ولي العهد يديرها خصومه من الخارج، ومن بينهم أفراد في الأسرة المالكة”.
كلام المسؤول السعودي لصحيفة “التايمز” البريطانية جاء ضمن مقال للصحيفة بعنوان “السعودية تبدأ حملة جديدة ضد حقوق المرأة”، مشيرة الى أنه “على مدى عامين كانت لجين الهذلول وجه حقوق المرأة في السعودية”. ولفتت الى أن “الهذلول، التي تتمتع بوجه جذاب وتتسم بسرعة البديهة وبطلاقتها في الحديث باللغتين الانجليزية والعربية منذ طفولتها التي أمضتها بين الرياض وكندا، كافحت من أجل حصول المرأة في السعودية على حقها في قيادة السيارة كما كانت من أوائل النساء اللائي رشحن أنفسهن في الانتخابات في السعودية عام 2015″، موضحة أنه “بعد حصول المرأة على حقها في قيادة السيارة، تقبع الهذلول في السجن وتواجه حملة من الانتقادات الواسعة في وسائل الإعلام الرسمية في السعودية. ويبدو أن مصيرها تحدده المفاوضات بين الحكومة السعودية ودبلوماسيين غربيين”.
وفي اشارة الى تناقضات بن سلمان، تقول الصحيفة إن “جماعات حقوق إنسان تقول إن الهذلول دليل على أنه على الرغم من الثناء على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلا أنه لا يمكن لأحد أن يأمن محاولته للسيطرة على رعاياه”، مؤكدة أن “الهذلول واحدة من بين عشرة نشطاء، معظمهم من النساء، اعتقلوا هذا الشهر. بعضهم أطلق سراحه، ولكن البعض ما زالوا في السجون، ومن بينهم عزيزة اليوسف، وهي أستاذة جامعية تحظى بشهرة واسعة، وإيمان النجفان، وهي مدونة شهيرة”.
وأشارت الصحيفة البريطانية الى أن “صور النساء المعتقلات وضعت على الصفحات الرئيسية لبعض الصحف الكبرى في المملكة ووصفوا بالعمالة وخيانة البلاد، ووصفوا بأنهن يسربن أسرار البلاد “لأجهزة أجنبية”. وما يتضمنه الاتهام من إشارة إلى تدخل بعض السفارات الصديقة في الشأن السعودي تسبب في قلق بعض الدول الغربية التي كانت حريصة على الثناء على إصلاحات ولي العهد السعودي.