عند النظر الى ماساة التاريخ نجدها في كربلاء تتجسد تضحيات شهداء قد نالوا شرف المقام الاعلى والمنزلةالرفيعة عند الله سبحانه وتعالى هي ملحمة صاغة اجمل صور الثبات والشجاعة والصمود وألاباء, وفي أعتابها شموخ الإيمان على الكفر، وفي لهواتها انتصار الحق على الباطل، وعلى أشراف أبوابها كان نهج الحق وراية العدل ترفرف مدى الأزمان فكل أيامنا عاشوراء وكل بقعة من بقاع الأرض كربلاء، فهي أعظم من أن تكون حبيسة التاريخ، وأكبر من أن يكون الزمان قيدا على عنفوان تحديها فهي شاهدا حيا على كل العصور.
ففي كربلاء يتجلى الإسلام بأسمى معانيه، وتضيق عندها المسافة بين الإنسان والقيم، وتقترب فيها السماء من الأرض، فكانت تضحيات الحسين جسرا" يقرب الإنسان من العالم المعنوي والأفق الأعلى بما لا يقرب به شيء آخر.
في ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام تعلوا العبرة.. فللحسين(عليه السلام) مجداً مكتوب من الأزل الأبدي لا ينال إلا بالدمع الأحمر (يا حسين أعلم أن لك عند الله أجراً لا تبلغه إلا بالشهادة).
في الحقيقة ان قدر الله أم غدر الأمة التي لم تحفظ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في ذريته وهو القائل (أوصيكم الله في أهل بيتي) وقال الله تعالى في حقهم (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) أيقتل روحي له الفداء في أبشع صورة مرت على تاريخ البشرية وهو الذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) (حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا)
لقد فجّر الاِمام أبو الاَحرار ثورته الكبرى التي أوضح الله بها الكتاب وجعلها عبرة لأولي الاَلباب، فدكّ بها حصون الظلم، وقلاع الجور. ان ملحمة كربلاء من أهم الاَحداث العالمية، بل ومن أهمّ ما حققته البشرية من إنجازات رائعة في ميادين الكفاح المسلّح ضدّ الظلم و الطغيان، فقد غيّرت مجرى تاريخ الشعوب الاِسلامية، وفتحت لها آفاقاً مشرقة للتمرّد على الظلم والطغيان. لقد ألهبت هذه الملحمة الخالدة عواطف الاحرار، في سبيل تحرير المجتمع من نير العبودية والذلّ
ومن هذه النظرة الواقعية فقد اوضح الاستاذ المحقق الصرخي اهمية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا مقتبس من كلامه الشريف جاء فيه :
((لنسأل أنفسنا عن الأمر والنهي الفريضة الإلهية التي تحيا بها النفوس والقلوب والمجتمعات :هل تعلمناها على نهج الحسين (عليه السلام)؟ وهل عملنا بها وطبّقناها على نهج الحسين الشهيد وآله وصحبه الأطهار (عليهم السلام) وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص وكل أنواع الجهاد المادي والمعنوي والامتياز في معسكر الحق وعدم الاستيحاش مع قلة السالكين؟ ))
شذرات من كلام المرجع المعلم
goo.gl/GURRE5
عندما نتحدث عن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (سلام الله عليهم) لا نتحدث عن إنسان عادي عاش ثم مات، دون أن يكون له أي أثر في الحياة، وإنما نتحدث عن شخصية قدسية حلّقت في سماء المجد والعظمة، حتى وصلت إلى أسمى المراتب وأرفع المقامات، فلم يسبقها سابق، ولن يلحقها لاحق في جميع المناقب والفضائل والمآثر والمكرمات. إنها الشخصية الكبيرة التي تمثل الامتداد الطبيعي لخط النبوة والرسالة في الأرض، وهي الشخصية المعصومة التي تهدي للتي هي أقوم، كما أنها حلقة الوصل بين الأرض والسماء، وباب من أبواب الله التي منها يؤتى.
احمد الركابي