جحا أولى بلحم ثوره هكذا يقول المثل العربي، و انطلاقاً من قول رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) : كلكم راعٍ و كلكم مسؤول عن رعيته، فطبقاً لمضمون هذا الحديث النبوي الشريف فإن كل شخص يصدق عليه عنوان المسؤول، أو راعي الامة، أو كبير القوم، فإنه مشمول بهذا المضمون، و تقع عليه مسؤوليات جمة أولها رعاية حقوق اليتامى، و الفقراء، و الأرامل، و المستضعفين، و عدم التلاعب بحقوقهم، وتحت أي عنوان، أو ظرف كان يسوغ له الهدر، و الإسراف بأموال تلك الشرائح المضطهدة، و اليوم نرى السيستاني يجعل أموال العتبات الدينية تحت تصرف صهره جواد الشهرستاني كي يتلاعب بها كيفما يشاء، وهو بحد ذاته استخفاف بدماء الشهداء، و استخفاف بمشاعر عوائلهم التي قصم ظهرها الفقر، و أعيا العوز هممهم، و اضيف إليها الازمات الخانقة التي تعصف بهم من شحة المياه، و جفاف الأنهار هذا من جهة، ومن جهة أخرى نجد أنها تعاني من الإهمال الحكومي الذي عمل على عدم منحهم حقوق ابناءئهم الشهداء، فحقاً هذا يمثل استهتاراً بحقوقهم، و ضحكاً على العقول، ففي سابقة ليست الأولى من نوعها تكشف عن حقيقة المصادر التي تمولها أموال العتبات خارج العراق، فقد أفتتح صهر السيستاني المدعو جواد الشهرستاني في الآونة الأخيرة مجمعاً ضخماً باسم مجمع الامام الصادق بضاحية جنوب لبنان بطريق المطار الذي يضم مرافق ترفيهية، و سياحية، و قاعات للمؤتمرات و الاجتماعات، و غرف نوم، و دور سينما، و مطاعم، و محطة للانترنت للاستقبال، و الارسال متطورة جداً، و ترتبط مباشرة بقم، و النجف، و اسلام آباد، و مؤسسة الخوئي في لندن، و يدير المركز موظفون يصل عددهم إلى 300 موظف لهم رواتب، و مخصصات، و هدايا، و سفرات و بعثات للخارج بذريعة للتبليغ الديني، و لا نعلم ما علاقة هذا المركز الثقافي بساحات للتدريب العسكري؟ وهذا ما يعطي الانطباع عن حقيقة هذا المركز، وهو للتثقيف الاجرامي للمليشيات الذي ترتبط به مباشرة، و كذلك التثقيف اللا أخلاقي الفلنتاني الذي هلك الاخلاق الفاضلة، و أضر بها، و وكلائه الفاسدين انموذجاً مخزياً بإحترافهم الإباحية الفاضحة، و أدلة وكلائه الفاسدين كثيرة و لعل وكيل العمارة مناف الناجي، و وكيله في السماوة، و كربلاء، و الحلة، و البصرة ... الخ، و التمويل كله من أموال العتبات الدينية، ولا نعلم لماذا أقيم هذا المجمع خارج العراق ؟ أليس كان أولى بالسيستاني، و ابنه، و صهره أن ينفقوا هذه الأموال المخصصة لهذا المركز، و البالغة 450 مليون دولار أي ما يعادل 600 مليار دينار عراقي على بناء ما يقارب 10000 الف وحدة سكنية تؤوي عشرات الالاف من عوائل النازحين، و يتامى، و ارامل الشهداء، و الفقراء الذين يعيشون تحت خط الفقر، فقد أعيا العوز هممهم، و أيضاً هذا المبلغ قادر على بناء محطات لتوليد الكهرباء لتخفف من وطأة الحر في فصل الصيف، فكان من المفروض، و لزاماً على السيستاني أن ينفق هذه الأموال الطائلة على فقراء العراق، على شهداء العراق، على أيتام، و أرامل العراق، و ليس على بورصات بريطانيا، و مجمعات ترفيهية للفساد، و الافساد .
الكاتب سعيد العراقي