إنّ ثورةَ الإمام الحسين-عليه السلام- التي رجَّتْ الأرض بأحداثها ومناظرها وصورها ومأساتها، لم يكن الحسين-عليه السلام- لِيصنعَ من نفسه بطلًا تاريخيًّا ليملأ كتب التاريخ وتتكلم عنه الأجيال وتلطم وتبكي لأجله فقط وكفى، بل إنَّها ثورةٌ عظيمة انتفض الحقّ كله بعياله وأصحابه وأهل بيته، في مقابل الباطل جميعه بمؤسساته وإعلامه وأمواله وترسانته العسكرية والمغرر بهم والهمج الرعاع النواعق, انتفض الحسين-عليه السلام- ليعيد للإسلام هيبته بعدما أصبح المنكر مباحًا والرذيلة مستحكمة في عقول الناس بسبب ما يقوم به أئمة الخوارج مؤسسي المنهج التيمي القاتل الإرهابي البغيض الحاقد الفاسد.
وعلى كلِّ من يقول: أنا أتبع الحسين ومنهجه، أنْ يقدِّمَ تضحياته لأجل إكمال والسير في منهج الحسين المنشود آنفاً، لا تدعي شيء وعندما تتمكن ترى الأمة منك شيء تضع يدك في يد الفاسدين أو تنزوي عنهم وتترك الفساد يجول ويصول وكأن الأمر لايعنيك.
ثورة الحسين هي رفض جميع أشكال الفساد ، فكريًا أو أخلاقيًا أو مجتمعيًا أو غيره ، فيكون المسير هو وضع بذرة الإصلاح والصلاح ، واللطم والزنجيل والقامة هو الوقوف بوجه الظالم وظلمه ، وعدم استبداده ودكتاتوريته ، وحضور المجالس هي تنوير للعقل وتحصينه من الأفكار الدخيلة على الإسلام، التي أراد لها أعداء الإسلام أن تتفشى داخل مجتمعاتنا وأسرنا ، فلا نجعل من عملنا غير العمل على نهج الحسين-عليه السلام-،
وكما قال المعلم الأستاذ :
((وهنا لابدّ من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال: هل أننا جعلنا الشعائر الحسينية، المواكب والمجالس والمحاضرات واللَّطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير إلى كربلاء والمقدسات، هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة، والعادة فقط، وليس لأنه تحصينُ الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والإفساد فلا نكون في إصلاح ولا من أهل الصلاح والإصلاح؟!!)). انتهى كلامُ المحقِّق المُعلِّم الصرخيّ
وختامًا نقول: يا أتباع الحسين-عليه السلام- كفى ظلمًا للحسين لأنه لايستحق ذلك الظلم وهو يرى دين جده ينهدم على أيدي مجموعة قتلة جهلة لايفقهون من الدين شيء سوى الفساد والانحراف وملء الجيوب من المال الحرام السحت، والناس تتلوَّع من شغف العيش، تُسَرق أموالها في وضحِ النهار باسم الحسين وأهل بيته -عليهم السلام.
فلاح الخالدي