مر أسبوع على بدء المعركة ولازال محور الولايات المتحدة عاجز عن تحقيق انتصار ميداني أو سياسي ومازال يروج للمرة الخامسة عن سيطرته على مطار الحديدة لتحقيق مكسب معنوي للتغطية عن خسارته في المعركة.
بالتوازي فشلت الجهود السابقة للأمم المتحدة في إنهاء الحرب على اليمن المستمرة منذ ثلاث سنوات، نظرا لاستمرار الانتهاكات السعودية وعدم جنوحها للسلام والتي دفعت باليمن السعيد إلى جحيم حرب بالوكالة وفقا لأجندة "العدوان السعودي" حتی أصبح البلد في غضون اربع سنوات يعيش أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
لماذا يحاول العدو تحويل المعركة وكانها معركة جغرافيا معينة ويلقي بكل ثقله فيها؟!
تعتبر مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي شريان الحياة بالنسبة للشعب اليمني، ولكن في المشهد الأخر تكمن أطماع أوربيا وأمريكيه من أجل السيطرة على السواحل والممرات البحرية لتعزيز قدرتهم العسكرية على تأمين كامل السواحل اليمنية على "البحر الأحمر" من خلال ’’اقامة جسور بحرية‘‘ ومن ثم الزحف للعاصمة صنعاء، لدفعهم للجلوس إلى طاولة المفاوضات من خلال الحسم العسكري، لضمان استسلام أنصار الله قبل مفاوضات الحل السياسي والقُبول بشُروط الاستسلام التي سيَتِم فرضها عليهم.
أخطأ السعوديون والإماراتيون باختبار قوة ‘‘أنصار الله’’ عندما قررو اقتحام مدينة الحديدة وساحلها الحيوي، وحَشد آلافِ من المرتزقة وتصورت دول تحالف العدوان أنها في معركة احتلال الحديدة ذاهبة لنزهة استجمام، ورأت في قصف طائراتها وبوارجها الورقة الرابحة، والوسيلة الأقوى لكسر إرادة اليمنيين وإجبارهم على رفع الرايات البيضاء و شهدت المنطقة المحيطة بميناء الحديدة تصعيدا للقتال طوال الايام الاخيرة في محاولة يائسة للسيطرة على مجريات المعركة إعلاميّاً وعسكرياً من خلال التركيز على "مطار الحديدة" وفي تحليل للمشهد يحاول المحور المعادي الوصول لمطار الحديدة لتكرار السيناريو الامريكي حين دخلوا العراق وجعلوا من فكرة التركيز على مطار بغداد كل القصة وعلى اساس انه وبمجرد التقاط صورة من المطار يتم تصوير الامر ان المعركة حسمت والحديدة سقطت وقد تم سحق الحوثيين.
ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن.. فتعددت الأسباب والموت واحد!
وجدت قوى تحالف العدوان نفسها في ورطة ومأزق خطير تفاجأت به بعد أن صدمت بالتكتيكات العسكرية وحجم الاستعداد الحربي لدى جماعة أنصار الله حيث تفاجئت بتضییق الخناق على قوات العدوان وحصارها وشلّ حركتها عن التقدم أو الفرار مما كبدها الكثير من الخسائر في الأرواح والعتاد، كل ذلك لم تكن تتوقعه قيادة العدوان الأمريكية الغربية، وكان اعتقادها أن قصف الطيران والبوارج كافٍ للقضاء تماماً على مقاومة ودفاع رجال اليمن.
شركاء جدد في العدوان على اليمن .. اليمن يواجة العالم
بعد يوم من نفي السلطات الفرنسية مشاركة قواتها العسكرية في الحرب الدائرة في اليمن، جاء التأكيد من إحدى أهم الصحف الفرنسية، فقد كَشفت صحيفة “لوفيغارو” أنّ قُوّات فرنسيّة شاركت بالهجوم على الأرض في اليمن إلى جانب القوات الإماراتية، فأي دور لهذه القوات؟
تنكشف الأوراق يوماً بعد يوم الحقيقة من الحرب على اليمن والافت في ’’معارك البحر الأحمر‘‘ أن الهدف من إعلان وزارة الدفاع الفرنسي دراستها طلب نزع الألغام في الحديدة للتغطية على مشاركتها الفعلية في الحرب الدائرة في اليمن، ذلك أن الفرنسيين لا يكشفون عادة عن العمليات التي تقوم بها قواتهم الخاصة خارج الحدود الفرنسية.
ولكن من ينظر في المشهد الأخر من المعركة سيدرك أن صمود الشعب اليمني أنهك محور الولايات المتحدة الذي سيكون فيه العالم شاهدا على صناعة التاريخ الجديد بدون أمريكا و"اسرئيل" وسيكون الشعب اليمني هو ملك شبه الجزيرة العربية وعروس البحر الأحمر.