أظهرت الايام القليلة الماضية ان الحديدة قد تكون مستنقعا جديدا لقوى العدوان على اليمن. مشاهد الآليات المحترقة بكميات كبيرة على امتداد الساحل الغربي للبلاد تقول ان المقاتل اليمني لم يتاثر بالضجيج الاعلامي الذي تشنه وسائل الاعلام السعودية والاماراتية.
فالعدوان منذ انطلاق عملياته في الساحل عمد الى توظيف الصورة واستعراض المدرعات والاعداد الكبيرة للمقاتلين وهدفه الاول والاخير هو ادخال الرعب في قلوب المقاتلين اليمنيين لكن الواضح ان المقاتل اليمني لم يتاثر وحول الساحل الى مستنقع جديد لقوى العدوان السعودي الاماراتي وقام الاعلام الحربي بنشر مقاطع فيديو تظهر بالصوت والصورة مشاهد لعشرات الآليات المتناثرة في الفازة والجاح والدريهمي ومحيط مطار الحديدة ليثبت ان الاندفاعة الغبية لقوى العدوان كلفتهم الكثير في الاليات والارواح.
العدوان وبعد أن فقد العديد من قواته في مناطق الساحل على ما يبدو أنه حول ضجيجه الاعلامي نحو مطار الحديدة متناسي ما يحصل في المناطق الاخرى بالساحل. حيث اعلن للمرة الخامسة سيطرته على المطار دون ان يقدم اي دليل على ذلك. وبما ان المطار في منطقة مفتوحة سهلة ويصعب الدفاع عنها نظرا للتغطية الجوية والغارات المتواصلة بشكل جنوني وكذلك القصف البحري المكثف على هذه المنطقة فان تقدمهم لا يعد نصرا استراتيجيا حسب نظر العديد من الخبراء الاستراتيجيين ومع كل هذا الضجيج والرهان على صنع انتصار ولو اعلاميا بعد فشل العدوان في تحقيق اي نصر خلال الايام القليلة الماضية فان المطار لم يسقط حتى الان رغم الاصرار الكبير لقوى العدوان ودفعها للآلاف من المرتزقة الى اطرافه الجنوبية بل تكبد خسائر فادحة وسقط المئات من المرتزقة حوله ما بين قتيل وجريح.
الجانب العسكري اليمني أكد سقوط عشرات القتلى والجرحى من قوات الغزو والاحتلال في الساحل الغربي وقال ان اكثر من ٢٠ آلية عسكرية ومدرعة بمن عليها من الجنود والعتاد الحربي تم تدميرها خلال معارك يوم الثلاثاء مشيرا ان القوات اليمنية اغتنمت عشر مدرعات بعد فرار طواقمها تاركين أسلحتهم. وأوضح المصدر أن أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية نفذوا الثلاثاء عملية قطع خطوط الإمداد على العدو في محاور إضافية في النخيلة والمجيليس على الساحل الغربي. ليكون بذلك الجانب اليمني قد قطع الطريق في الساحل من خمسة مناطق خلال الايام القليلة الماضية.
المصادر الميدانية في اليمن اشارت ايضا إلى أن طيران العدوان شن عشرات الغارات خلال يوم الثلاثاء لوحده على مطار الحديدة ما أدى إلى تدمير بنية المطار ومدرجة وصالاته ومرافقه بشكل كامل وهذا ان ىل على شيء فانما يدل على فشل العدوان في التقدم نحو المطار والهزائم التي تتكبدها قوى الغزو كما يشير هذا العمل على أن العمليات الهجومية المتكررة التي يشنها العدوان الاماراتي بعد أن حشد كل قواه من المرتزقة تحت غطاء جوي وبحري في محاولة لاستهداف عمق المطار من جنوبه وغربه ليحوله إلى عملية رمزية تهدف إلى تعويض فشله في احتلال محافظة الحديدة والسيطرة على الساحل الغربي.
مصادر ميدانية ايضا اكدت أن كتائب العدو التي انسحبت تحت ضربات الجيش واللجان الشعبية في الخط الساحلي تم استهدافها بغارات من طيران العدوان دمرت سبع آليات ومقتل وإصابة العشرات من القوى المنسحبة لإجبارها على الاستمرار في المواجهة وتحديد خياراتها على الأرض بين التقدم أو القتل. وبين المصدر أن قوى الغزو والاحتلال تقوم بإجلاء الجرحى والقتلى من المرتزقة الأجانب وبعض الجنسيات فقط بطائرات مروحية.
ومع ذكر الخسائر والفشل الذريع لقوى العدوان في الساحل فان المتابع للشان اليمني والميداني يدرك جيدا ان الهدف السعودي والاماراتي حول موضوع التصعيد في الحديدة ياتي في اطار ان العدوان على هذا البلد قد دخل عامة الرابع دون ايجاد اي تقدم او تحقيق اي هدف من اهدافه المعلنة التي اعلنها عند انطلق غاراته وحربه على اليمن. لذلك ادرك انه وقع في مستنقع حرب طويلة في اليمن انهكت قواه والحقت به خسائر فادحة اخلاقيا وسياسيا وميدانيا وماليا فما كان منه الا ان يختار الساحل نظرا للطبيعة الجغرافية السهلة غير ان المعارك خلال الايام القليلة القادمة اثبتت ان العدوان السعودي الاماراتي قد دخل مستنقع استنزاف اخر في الحديدة وان المعركة التي خطط لها لتكون لساعات او ايام قلية في الحديدة قد تحولت الى نسخة مصغرة من الفشل الكبير الذي كان العدوان قد اطلقه لاحتلال اليمن خلال ايام او اسابيع قبل ثلاثة اعوام ونصف.
ومع ان الحديدة ستكون مستنقع جديد للعدوان على ما يبدو فإن الأهداف الاماراتية ايضا في الحديدة كثيرة حسب المراقبين حيث يقول محللون سياسيون يمنيون ان هدف الامارات بعد السيطرة على منافذ اليمن البحرية وجزره وممراته المائية هو احتلال هذه المنطقة ثم تقديمها لطارق عفاش وجناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذين فقدو حضورهم العسكري في مناطق الشمال وبما انهم كانوا مرتبطين وعملاء الامارات في صنعاء ومناطق الشمال فان حذفهم من المشهد السياسي احدث ارباكا شديدا لابوظبي ما دفعها الى تجنيد الآلاف من المرتزقة الاجانب واليمنيين المنتمين لتنظيم القاعدة والجماعات التكفيرية وكذلك دفعها اموال طائلة للأمريكان والفرنسيين والبريطانيين في اطار تحشيدها الميداني لاعادة آل صالح الى المشهد السياسي والميداني من نافذة الحديدة والسواحل اليمنية. وعلى أي حال فان الايام القادمة حبلى بالمفاجات حيث أثبتت الايام القليلة الماضية ان الحديدة لن تكون لقمة صايغة للامارات او للسعودية وانها بمثابة مستنقع جديد لاستنزافهم غير ان الجانب الانساني في اليمن سوف يكون هو المتضرر الاول والاخير من ايصال المعارك الى اهم ميناء يمني تدخل من خلاله سبعين بالمئة من الواردات والمساعدات الانسانية الى مختلف مناطق اليمن.