غزة –عطوة رستم : نشرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية في عددها الصادر اليوم الخميس ان حرب قادمة علي غزة بين حركة حماس واسرائيل تقترب وأصبحت أقصر من ذي قبل.
وقل الكاتب عاموس هرئيل في صحيفة هآرتس ان ليلة تبادل إطلاق النار على الحدود مع غزة تشير الي تغير جوهري في الوضع الأمني هناك ، حيث اصبحت اسرائيل وحماس الان في واقع مختلف تماماً عما كانت عليه في غزة طوال نحو أربع سنوات منذ نهاية عملية الجرف الصامد.
وأضاف :" إن الإنجاز الرئيسي للعملية من وجهة نظر إسرائيل، وهو الهدوء النسبي الذي أعاد تدريجياً الإحساس بالأمن لدى سكان محيط غزة، بدأ يتآكل ، حيث تم استبداله بمظاهرات عنيفة، مشبعة بالإصابات في الجانب الفلسطيني، والطائرات الورقية التي أشعلت النار في حقول وغابات منطقة غلاف غزة، والآن أيضا الصواريخ وقذائف الهاون".
وأوضح انه للمرة الثانية تطلق المنظمات الفلسطينية بقيادة حماس والجهاد الاسلامي عدد كبير من الصواريخ وقذائف الهاون على منطقة غلاف غزة ، حيث في 29 أيار، تم إحصاء أكثر من 150 صاروخ وقذيفة، وفي الليلة قبل الماضية 45 ، لكن اتجاه التطور معروف: عندما تتقلص الفترة الزمنية بين أيام القتال، وتصل الأعداد إلى هذه الأرقام العالية، تتقلص الطريق نحو جولة أخرى من القتال، على غرار الجرف الصامد.
وأشار الى ان صيف عام 2018 ليس مشابها لصيف 2014 ، رغم اعتقاد المخابرات الاسرائيلية في كلتا الحالتين انه لا توجد لدى حماس مصلحة في بدء الحرب ، ولكن اشتعال النار قبل أربع سنوات، صاحبه بخار الوقود من الضفة الغربية: اختطاف وقتل الأولاد الثلاثة في غوش عتصيون ، عندما تم اكتشاف جثث الشبان، ساد جو من الحرب على الحلبتين العامة والسياسية، مما زاد من تطرف ردود فعل الحكومة على التوتر مع حماس في قطاع غزة ، وبعد أسبوع، اندلعت الحرب ، وهذه المرة، وعلى الرغم من الغضب على حرق الحقول، فإن شدة الضغط ليست متشابهة.
وقال هرئيل:"لم تؤد الجهود التي بذلتها حماس في المظاهرات بالقرب من السياج، في نهاية آذار، إلى كثير من الثمار ،حيث أثار سقوط الضحايا في المظاهرات، إدانة دولية، وصب الزيت في محركات عربة حركة المقاطعة BDS، لكنه لم يحقق تنازلات عملية من جانب إسرائيل ، وكانت الطائرات الورقية بالذات، الوسيلة الأكثر بساطة، هي التي استخدمتها حماس للتحايل على جهود الردع التي نشرها الجيش الإسرائيلي على طول السياج".
وأوضح ان الجيش الاسرائيلي انتقل الى اطلاق النيران التحذيرية على مقربة من اعضاء الخلايا التي تطلق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة ،وحينما لم يجد سبيلاً في ذلك بدأ في مهاجمة معاقل حماس ومستودعاتها.
وقال :" تحاول حماس والجهاد الإسلامي تغيير معادلة الرد، كما أعلنت يوم أمس الأربعاء، بعد إطلاق النار في الليل والصباح ، لقد أعلنوا أنه سيتم الرد بالصواريخ وقذائف الهاون على كل هجوم جوي إسرائيلي".
وأضاف الكاتب في هآرتس :" تتعلق بعض اعتبارات حماس بالحلبة الفلسطينية الداخلية ،فصحيح أن قيام مصر بفتح معبر رفح خلال شهر رمضان، خفف بعض الضغط إلى حد ما (كما سمح المصريون بنقل أكثر من 800 شاحنة من الإمدادات إلى قطاع غزة). ومع ذلك، تشعر قيادة حماس في غزة بالقلق إزاء الوضع المزري للبنية التحتية في قطاع غزة، بالإضافة إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، بما في ذلك تقليص السلطة الفلسطينية لرواتب مسؤوليها في قطاع غزة ، وفي الشهر المقبل، من المتوقع أن تنخفض رواتب موظفي الأونروا، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، بشكل كبير، بسبب الانتقادات الأمريكية للوكالة.
وأوضح ان كل ذلك يوجه ضربة هائلة لدخل العمال في غزة ، حيث ان جزءاً من الرسالة التي تبثها حماس الان موجه الى السلطة الفلسطينية عبر اسرائيل ، حيث تعتقد حماس ان اسرائيل لاسبابها الخاصة لا تتوق الى الدخول في مواجهة عسكرية معها في غزة وان استمرار الاحتكاك العسكري سيحفزها على السماح للحركة بالحصول على المزيد من الاموال بما في ذلك من خلال توجه اسرائيل الى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس .