ينظر الكثير من السياسيين و صناع الرأي العام إلى الأزمات و المحن التي تمر بها البلاد و كأنها سلالم يرتقونها لجلد النظام و الحكومة و كأنه مشكل خاص بها و هي وحدها بيدها الحلول و من تنتظر منها نظريات تنقذ الموقف و تحل المشكل، بينما يرى جزء من الحكومة أن أي نقد موجه لهذه السياسات إنما هو موجه لشخص هؤلاء الأفراد الذين يتولون مسؤولية تلك القطاعات أو المصالح، لذلك ربما تمادوا في ردة الفعل حتى صل بهم الأمر إلى نفي بعض الأخطاء التي ربما كانت ثابتة و صحيحة كالشمس رابعة النهار، و هم بهذا إنما يمارسون تسييس هذه الأزمات و جعلها معركة بين أفراد وأحزاب لا تهم المواطن في شيء، بينما ينتظر منها هذا المواطن سياسة حل لهذه الأزمات التي يواجهها في حياته اليومية، ابتداء من مشاكل النقل و غلاء المعيشة و دناءة مستويات التعليم والصحة وغيرها كثير ولا تنتهي بمشاكل الجفاف وانعدام الأعلاف التي تبر إلى الواجهة من وقت لآخر، فرجاء لا تجعلوا المعركة اختلافا في الآراء والتوجهات، فهي معركة تواجه و تعني الجميع أغلبية ومعارضة وليست مجالا لاستعراض العضلات السياسية، فليبحث لها الجميع عن حلول و ليقف الجميع مع الحق ومع المواطن سواء كان هنا أو هناك، فلا ناقة ولا جمل له في معارك السياسة حتى وإن كانت بقراته تجود بأرواحها خارج حدود الدولة بحثا عن الماء والكلإ بينما ينشغل سياسيوه في حرب كلامية لا ت عف المواطن بشيء غير طمأنته وإشعاره بالحقيقة المرة وهي أن جميع حقوقه منسية، غير حقه في الإنتخاب و الذي يذكره به الكثيرون إبان مسرحيات الحملات الانتخابية.
التراد محمدلي