أربعة أحرف شكلة إسماً لأعرق الدول العربية، العراق بلد ذو تاريخ عريق، وأول من وضع حجر الأساس للعديد من العلوم، التاريخ ليس كومة الحجر التي في المتاحف، إنما العلوم ومؤلفات الأشخاص، التي ينتفع منها العالم الغربي الآن، هذا هو التاريخ الحقيقي الذي يجب التفاخر به، كل ثرواتنا الفكرية طورها الغرب، لتستفيد بها شعوبهم ، أما نحن فأكتسبنا من الغرب علم صناعة الإعلام الفاسد، أكذب ثم ضلل ثم أكذب فيصدقوك، هذا ما أكتسبته بلداننا العربية وخاصة العراق، والحاضن الرئيسي للكذب عفواً للأعلام هم بعض أحزابنا المتأسلمة .
بعد ألم عسير في 2014، أستطعنا إجهاض طفلٍ مشوه تشبث في بطانة السلطة لثمان سنوات، ولم يطرح بسهولة، وإنما أستقطع ربع العراق معه، لندخل في فوضى داعش، ولكن بفضل الله وحكمة السيستاني وسواعد الحشد، إنزاحت غيمة داعش السوداء عن سماء العراق، وقبيل الإنتخابات بدأ الكذب ينتشر على شاشات التلفاز والهاتف، ليرن في مسامع العراقيين بكذبٍ جديد وكل كاذب له مصدقين، ومضينا لأنتخابات 2018 ونحن نردد أن صوتنا هو التغيير، والأبتسامة الحزينة على وجوه أغلب العراقيين.
أربعون وأعلى هي نسبة المشاركين في الإنتخابات، هذه كانت أول كذبة يطرحها الإعلام المسيس على أذهان شعبنا البائس، لكن المفاجئة أن العديد من الفاسدين، من الدورة السابقة لم تنجح أساليبهم الملتوية من إيصاله لقبة البرلمان، فبدأت بعض الأحزاب والتيارات المشوهة وذات الدعم الخارجي، بملئ الدنيا صراخاً، كل ذلك من أجل أحداث الفوضى وعدم تشكيل الحكومة، وكان لابد لهم من إيجاد حل لأعادة العد والفرز يدوياً، ليستطيعوا أن يغيروا أصوات شعبنا المنكوب لصالحهم، فبدأت الكذبة الصادقة بأن الإنتخابات مزورة ويجب إعادتها (كلمة حقٍ يراد بها باطل).
النار في بلادي أجمل من سواها، فهي تشتعلُ دائما في مخازن الأضابير والحسابات والعقود، وحالياً صناديق الاقتراع لتلتهم أصواتنا الإنتخابية، حرق صناديق الرصافة، ماهي إلا تضليل إعلامي أفتعله بعض الساسة، للتغطية على إنفجار كدس العتاد في مدينة الصدر، الذي أودى بحياة المواطنين الأبرياء، فرائحة أصواتنا الإنتخابية وهي تحترق، جعلتنا ننسى إحتراق الأطفال في مدينة الصدر، هذا ما إكتسبه إعلام بلادي من الغرب .
الأهم هو من يستطيع تغيير الوجوه السياسية المتنفذة، التي تقود دفة الحكم، وقد أنتشر فسادهم وقسوتهم بكل جزء من أجزاء البلاد، حتى الدوائر البسيطة، فأصواتنا أصبحت هواءٌ في شبك، نار بلادي إلتهمت كل حروف الديمقراطية، فمتى سينتفض هذا الشعب المسكين، بوجه الساسة الفاشلين، ويجعل النار تحتضنهم؟
محمد جواد الميالي