بعد الفاجعة المؤلمة التي حلت بمدينة الصدر وسط العاصمة بغداد و التي سقط على إثرها المئات القتلى و الجرحى وبدم بارد بالإضافة إلى دمار العشرات من البيوت في تلك المنطقة و القريبة من الجامع الواقع في وسطها و الذي تتخذ منه مليشيات سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر مخزناً للأسلحة و الاعتدة المتنوعة فأي سلام يأتي من وراء المليشيات !؟ وهذه الفاجعة المؤلمة تثبت أن مليشيات مقتدى لا سلام نتوقعه منها ولا أمن و لا أمان بوجودها ، و كذلك تثبت حجم الغباء و الهمجية التي تعيش فيها هذه المليشيات و قياداتها الارهاربية برعاية و دعم مقتدى راعي الفساد و الإفساد في العراق ، فالعقل يحكم بخزن الأسلحة و الاعتدة و المتفجرات في مخازن خاصة بها و وضعها في دائرة حماية محكمة و و تحوطها حراسات مشددة و تقع تحت رقابة صارمة ، لكن ما جرى في مدينة الصدر من جريمة نكراء أودت بسقوط المنازل على رؤوس أصحابها الأبرياء و التي خلفت وراءها دمار شامل لما لا يقل عن أربعين داراً سويت بالأرض مما دفع بأهالي المنطقة المنكوبة إلى المطالبة بتقديم مقتدى و مليشياته إلى القضاء العراقي لينالوا جزاءهم العادل و محملين إياهم العواقب الوخيمة لهذه المجزرة البشعة و مطالبين في الوقت نفسه بإنزال القصاص الشديد لكل مَنْ تسبب بهذه الفاجعة المؤسفة وهذا ما دفع بمقتدى إلى الإسراع بلملمة الموضوع قبل أن يطاله غضب الشارع البغدادي فقد صرح عن دفعه مبالغ مالية ضخمة لكل بيت هدم وصلت إلى ما يقارب 100 مليون دينار عراقي و أيضاً 25 مليون دينار عراقي لكل شهيد شريطة أن لا يتقدم الأهالي المتضررين بأية دعوى للقضاء ضد أي فرد من أفراد سرايا السلام في محاولة منه لإمتصاص هذا الغضب العارم ، وفي المقابل فإننا ذوي الشهداء المفجوعين بأبناءهم نطالب و بشدة دولة رئيس الوزراء حيدر العبادي بصولة فرسان قوية و صارمة تتكفل بملاحقة مليشيات سرايا السلام و مقتدى و تنفيذ حكم الإعدام بهم جميعاً ، وهنا نسأل مقتدى من أين لك هذا المال الضخم؟ فهل ورثته من أبيك الفقير أم هو من مال السحت الخليجي لقيادات داعش كثمنٍ مدفوع سلفاً لضرب الدين و المذهب الشريف ؟ ومما يُذكر أن تقارير طبية و بيئية صدرت بعد الانفجار القوي الذي هز المدينة تشير إلى أن من بين الأسلحة و الاعتدة التي تفجرت بقوة توجد قنابل و متفجرات كيمياوية و جرثومية و مضاعفات الإنفجار البايلوجي و الكيميائي فإنها ستؤثر سلباً من خلال الاشعاعات الكيميائية و المخلفات الجرثومية التي ستنتج عنها مستقبلاً فعواقبها وخيمة و نتائجها سيئة خاصة على المناطق القريبة و المحيطة بالمخزن و التي وصلت لمقتدى من بعض دول الخليج التي تربطها علاقات بمقتدى في الآونة الأخيرة ، ومما يلفت الانتباه إلى أن أهالي المنطقة قد توعدوا مقتدى بالقتل عاجلاً أم آجلاً إذا لم يقدم الجناة إلى القضاء العراقي لينالوا جزاءهم العادل و إلا فستكون لهم كلمة الفصل بمعاقبة الجناة الفارين من وجه العدالة .
http://asrarmedia.com/wp-content/uploads/2018/06/sOFePsT.jpg
بقلم /// إبراهيم الخزعلي