(صنعاء: رأفت الجُميّل)عبر الاتحاد العام لأطفال اليمن، عن قلقه الشديد، جراء ارتفاع أعداد ضحايا الكلاب الضالة التي وصفها ب-الصادمة- داعيا كافة القطاعات والدوائر الرسمية المختصة، إلى سرعة تنفيذ حملات مكثفة للقضاء على هذه الكلاب في الشوارع والأحياء والمدن السكنية بعموم محافظات الجمهورية.
وحذر الاتحاد -في بيان أصدره اليوم بهذا الخصوص- من مغبة انتشار الكلاب في كثير من الأحياء السكنية، والتي أودت بحياة عشرات الضحايا (70% منهم أطفال ونساء)، وأصاب آلاف آخرين خلال الفترة الأخيرة.
وناشد البيان كافة المسؤولين، باتخاذ الإجراءات اللازمة بخصوص هذه الأزمة، وإلى تكاتف الجهود للقضاء على هذه الكلاب في أقرب فرصة ممكنة لتفادي الكارثة، محذرا المواطنين من كلاب الشوارع التي تُهاجم الإنسان، وخصوصاً أثناء تواجد بعض الأطفال في شوارع المدينة.
وشدد الاتحاد -في بيانه- على أهمية إيجاد معالجات وحلول عاجلة للقضاء النهائي على هذه المشكلة بأسرع وقت، تجنبا لاحتمال فقدان السيطرة على إنتشاره، في حال بقاء الوضع على ماهو عليه في الوقت الراهن.
وقال: إن الأمر مقلق، حيث أن داء الكلب هو داء يسبب الموت، وفي حالة الإصابة به، فمن الصعب البقاء على قيد الحياة، مشددا على أن مخاوف فقدان السيطرة على انتشار الداء أصبحت حقيقية وجدّية، وأنه عندما يستمر عدد ضحايا داء الكلب بالازدياد، فسيكون ذلك بمثابة فقدان للسيطرة.
وجدد التأكيد على أهمية تبني منظمات المجتمع المدني مشروع حملة للتوعية ضد داء الكلب، وكذا إعداد فلاشات توعوية في مختلف وسائل الإعلام لكيفية الوقاية منه، مشيرا -في الوقت ذاته- إلى ضرورة أن تضطلع منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية الأخرى بدورها في دعم وزارة الصحة باللقاحات والأمصال المطلوبة للتخلص من هذا الداء.
جديرا بالذكر، إن أبناء كثير من المناطق، كانوا قد ناشدوا وزارة الصحة والجهات المختصة بسرعة تشكيل فريق طبي للنزول إلى مناطقهم لمعالجة الحالات المصابة بمرض داء الكلب، والعمل على مكافحة عشرات الكلاب التي تنتشر بصورة ملفتة في عدة مدن، وتجوب شوارعها وخاصة خلال المساء.
مصدر في وزارة الصحة، قال: إن مراكز البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب التابع للوزارة، وثق 10 آلاف و170 شخصاً تعرضوا لعضات كلاب ضالة، توفى منهم قرابة الستين حالة، حتى نهاية مارس الماضي، منوها إلى أن تلك الإحصائية والأرقام لا تعكس حجم المشكلة الحقيقي نظرا لاقتصارها على الحالات والبلاغات، فيما لا تصل الكثير من الحالات إلى البرنامج ووحدات المكافحة في المحافظات جراء الحرب القائمة في اليمن.
وأرجع المصدر، أسباب انتشار ظاهرة داء الكلب إلى توقف الدعم اللازم لبرنامج مكافحة داء الكلب وتوقف تنفيذ الأنشطة والحملات للتخلص من الكلاب الضالة، فضلا عن انتشار القمامة والمخلفات التي تعد سببا رئيسياً لتكاثر الكلاب المتشردة، مشيرا إلى إن هناك إحصاءات سابقة لوزارة الصحة، أكدت وجود ما يزيد عن مليون كلب ضال في عموم محافظات الجمهورية، وأن 10- 20 % فقط من هذا الرقم المهول هي نسبة الكلاب المملوكة في المنازل.
فيما قال المهندس جمال جحيش -مدير مشروع النظافة بأمانة العاصمة- إن خمس فرق ميدانية لمكافحة الكلاب الضالة والمسعورة تمكنت -مطلع أبريل الماضي- من إبادة 11 ألف كلب مسعور في أحياء وشوارع مديريات الأمانة.
وأوضح جحيش -في تصريحات صحفية لوسائل الإعلام- إن عدد الكلاب المنتشرة بأمانة العاصمة وضواحيها يصل إلى نحو 70 ألف كلب معظمها ناقلة للأمراض وتشكل خطر على المواطنين بحسب دراسة بيئية أولية لمشروع النظافة وبرنامج داء الكلب التابع لوزارة الصحة.
ويعد داء الكلب أحد الأمراض المشتركة التى تتنقل من الحيوان إلى الإنسان، حيث يؤدي هذا الفيروس إلى حدوث إلتهاب حاد فى المخ ومن ثم تحدث الوفاة، وينتقل غالبا عن طريق لعاب الحيوان المصاب بالفيروس عند إقدامه على عض الإنسان، بينما تظهر أعراضه على الإنسان في شكل جرح فى موقع العضة وصداع وحمى وإحساس بالخوف وضعف فى عضلات الحلق، وتصل مضاعفاته إلى شلل فى الجهاز التنفسى وإلتهاب حاد في المخ.
وتشير تقارير عالمية متخصصة في مكافحة داء الكلب، إلى أن هذا الفيروس يودي بحياة 55 ألف شخص سنويا، بما يعادل حالة وفاة كل 10 دقائق.