الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، لقول النبي الكريم : “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً”، والحج فرض عين على كل مسلم قادر لقول الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّه غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾.
فهل يحق للملكة العربية السعودية أن تحرم بعض الدول المخالفة لسياستها من المشاركة في تأدية هذه الفريضة وأن تحرم المسلمين المشتاقين إلى هذا البيت العتيق من زيارته لأسباب تصنف بالسياسية والتي لا يربطها أي صلة مع الإسلام والمسلمين؟
فأصبح الحج حكراً للسعودية وهي من تقرر من يجب أن يشارك في فريضة الحج، حيث باتت شعائر الحج إلى مدينة مكة وزيارة قبر النبي في المدينة المنورة، ورقة ضغط سياسية تلوّح بها السعودية في وجه أعدائها وخصومها في السنوات الأخيرة، مستغلة العاطفة الدينية لدى شعوب هذه الدول تجاه الأراضي المقدسة للضغط عليها.
فالسعودية تستعمل الحج كورقة سياسية تلوح بها عند الحاجة، وظهر هذا واضحاً خلال أزمة حصار دول محور الرياض-أبو ظبي لدولة قطر في محاولة لإملاء سياساتها عليها، ولوّحت السعودية بورقة الحج عندما أعلنت حصارها لقطر برفقة البحرين والإمارات ومصر، وفوجئت برفض دول عربية وأفريقية إسلامية اتخاذ خطوات مماثلة لها ومجاراتها في حملتها على قطر، فلجأت إلى تهديد البلدان الأفريقية المسلمة الفقيرة بمنع شعوبها من الحج عبر تعقيد حصولهم على تأشيرات دخول، مما اضطر عدداً من الجمهوريات الفقيرة إلى الاستجابة لها، فيما رفض الجزء الأكبر الخضوع للابتزاز عبر ورقة الحج، وكما وضحت بعض الصحف الفرنسية كيف أن زعماء الدول الفقيرة التي اضطرت إلى قطع العلاقات مع قطر أو تخفيض مستواها، فعلوا ذلك من دون العودة لا إلى حكوماتهم ولا إلى برلماناتهم.
كما تمنع السعودية آلاف من الحجاج اليمنيين بدعوى انتمائهم لجماعة الحوثيين، وهذا دليل على احتكار الحرم المكي وإدخال الشؤون الساسية بالشؤون الدينية.
كما تمنع السعودية الحجاج المنتمين إلى فئة البدون والذين يشكلون أكثر من 10 في المائة من الكويتيين، من الحج، وهو ما رأته وزارة الأوقاف الكويتية ظلماً وإجحافاً بحق فئة كبيرة من الشعب الكويتي.
ولازالت السعودية تمنع آلاف المسلمين من تأدية هذه الفريضة وذلك بسبب خلافات سياسي مع حكومات هؤلاء المسلمين، أي تسيسها للحج وتضييقها على الحريات الدينية، وتُحول الحج إلى ابتزاز سياسي.