قيل لحكيم : فلان يتكلم عنك ويشتمك ويغتابك ، قال: إذا عضك كلب فهل تعضهُ؟ ترفع الحكيم عن رد الشتيمة بالشتيمة وقو قادرٌ عليها ، لأنهُ يمتلك لساناً على أقل تقدير.
اليوم نرى الكثير ممن يتزلف للأحزاب ولرجالات السياسة، ويلحس قصاعهم وباقي ما رموه لهُ من فاضل نعمتهِم، فيزيدُ في طلبهِ وطمعهِ فإن منعوه شيئاً من ذلك، إنهال عليهم بالسب والشتيمة، وقذفهم بما ليس فيهم، وأظهر غيضهُ وبطشهُ بهم، لا سيما منهم من يمتلك منصةً إعلامية.
تمكن بعض الإعلاميين من الفوز في الإنتخابات الأخيرة، بفضل الأحزاب التي أنضووا تحتها، لكن زملائهم الآخرين الذين نافقوا كل الآحزاب ولم يستقروا في مكانٍ واحد(مثل أم البزازين)، لم يهنئوهم بالفوز أو يباركوا لهم، وإن هنئوهم فمن وراءِ حجاب، بالمقابل قاموا بالهجوم على الآحزاب التي ساهمت في صعود زملائهم، غيضاً وحسداً، وعسى أن ينالوا رضا أحزاب أُخرى علَّها تحنُ عليهم.
تحولت بعض الكلاب البشرية في زماننا إلى مطيات(جمع مطي ومنها الحمار)، وأخذووا يرفسون برجلهم(يزكَطون) من أتهموه أنهُ السبب في فشلهم! من أحزابٍ وغيرها ، فـ(زكَطهم) الزمان ورماهم شر رميه؛ ولا أدري كيف يكون الآخر سبباً في فشلهم، والله تعالى يقول: (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى[النجم:39])، لكن هل يعرفون هؤلاء الله أو قرئوا كلامه؟ هل أمنوا بقدراتهم التي منحها الله لهم؟ هل أمتلكوا سر النجاح يوماً ما؟ لا أعتقد ذلك.
أصبح هؤلاء يتخبطون، لا يعرفون ما يفعلون، فتارة يدعون للعلمانية وتارة أُخرى يدعون للإسلام السياسي، وهكذا ليس لهم قرار، ولا أرى أي مشكلة في وجودهم فهم لا يؤثرون سوى بمن شابههم في الخلقة والأخلاق ، فبالحرف الواحد نقول لهم : أن مستواكم بشير شوز.
جاء في الحديث النبوي الشريف: " أربعٌ مَنْ كَنَّ فيهِ فهو منافق وإن كانت فيهِ واحدة منهن كانت فيهِ خصلةٌ من النفاق حتى يدعها ، إذا حدَّث كذب ، وإذا وعدَ أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر)(بحار الأنوار 69:261)
بقي شئ...
على الأشخاص التي يتعرضومن لهجمات من هؤلاء، أن يرموا لهم بقصاعٍ يلعقوها، فهم كالكلاب المسعورة لا تسكت إلا أن تعض.
.................................................................................................
حيدر حسين سويري
كاتب وأديب وإعلامي
عضو المركز العراقي لحرية الإعلام