أشار الباحث ستيفان كوك “Steven Cook” في مقالة نشرتها مجلة “Foreign Policy”، إلى الازمة الحاصلة بين كندا والسعودية بعد ان اعربت كندا عن قلقها حيال اعتقال ناشطات حقوقيات سعوديات ومن بينهم سمر بدوي، ما دفع السعودية بناء على ذلك إلى طرد السفير الكندي وتجميد التعامل التجاري مع كندا وغيرها من الخطوات.
ورأى الكاتب ان قمع السلطات السعودية لمن يعبر “بشكل سلمي عن رؤية جديدة للمجتمع” يشير إلى “ضعف” هذه السلطات، مضيفا انه “حين يلجأ المسؤول إلى اعتقال من يختلف معه في الرأي، فإن ذلك يعد مؤشرا على انه يدرك بان هناك فجوة بين الروايات التي تقولها الحكومة لشعبها عن جودة الحياة من جهة، والتجربة الواقعية للحياة من قبل الشعب من جهة اخرى”.
وتابع ان ممارسات “الإكراه”التي تطبقعا السعودي تجاه المواطنين تؤكد ان هناك “قوة غاشمة”و”ضعف سياسي”.
وقال الكاتب : “رغم كل ما تعلنه السعودية عن بناء بلد جديد والقيام بإصلاحات، إلا ان كل ذلك يبدوا كلاماً فارغاً أمام سجن معارضين سلميين.، معتبرا ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اختار المعركة مع البلد الخطأ – اي كندا، ليس لان كندا بلد قوي فسحب، بل لانها اتخذت موقفاً حيال المبدأ الذي يقول ان المعارضة السلمية لا تعد جريمة”.
الكاتب لفت إلى ان “الرد السعودي المبالغ فيه، يشير إلى “الغباء والضعف”، متوجها إلى الرياض قائلا : “عليها ان تتوقف عن التصعيد ضد كندا وتعتذر بسبب سلوكها المتهور”.
تصعيد السعودية ضد كندا “لا يمكن الدفاع عنه”
وفي سياق متصل، كتب الدبلوماسي الاميركي السابق المعروف “Elliot Abrams” الذي يعد من ابرز الشخصيات المنتمية الى معسكر المحافظين الجدد مقالة نشرت على موقع “مجلس العلاقات الخارجية” (من اشهر مراكزالدراسات في اميركا)، ورأى ان ان ما توجهته به كندا للسعودية ليس كلاما قاسيا.
وذكر الكاتب بان الولايات المتحدة كانت قد أصدرت خلال العام 2015 بيانا اعربت فيه عن قلقها حيال احتجاز الناشط رائف بدوي وطالبت السلطات السعودية بالافراج عنه، مشيرا إلى ان البيان الأميركي هذا كان قاسي اللهجة اكثر من الكلام الكندي الأخير.
الكاتب اعتبر ان الموقف السعودي الأخير تجاه كندا مفاده انه لا يمكن لأي حكومة خارجية ان تعلق على ما يحدث داخل السعودية، وان اي تعليق من هذا النوع هو انتهاك للسيادة السعودية.
وشدد على ان مثل هذا الموقف “لا يمكن الدفاع عنها”، وقال : “على مدار عقود – من ميثاق الامم المتحدة الى الاعلان العالمي لحقوق الانسان و غيره – فان التعليق على قضايا حقوق الانسان في العالم اصبح سلوكا طبيعيا دائماً ما تمارسه الحكومات”.