قالت صحيفة "التايمز" في افتتاحيتها إن المستبدين الطغاة والساسة الفاسدين أصبحوا أكثر جرأة على استخدام وسائل وحشية ضد المعارضين لهم.
وتقول الافتتاحية، إن “صحافيا ذا تفكير حر يدخل قنصلية بلاده للحصول على أوراق تسمح له بالزواج مرة ثانية، وبعد أسبوع يبدو أنه لم يخرج منها على الأقل حيا”.
وتجد الصحيفة أن “قصة اختفاء جمال خاشقجي الناقد للحكومة السعودية تقدم صورة قاتمة حول الطريقة التي يتم فيها انتهاك الأعراف والقوانين بشكل روتيني، حيث حل الانتقام بدلا من النقاش العقلاني، وكيف أصبح المعارضون يعيشون وعلى ظهورهم هدف”.
وترى الافتتاحية أن “حالة خاشقجي لا يمكن النظر إليها على أنها نتاج للتناحرات في الشرق الأوسط، بل هي جزء من الأنماط التي أصابت الصحافيين الاستقصائيين في الاتحاد الأوروبي التي من المفترض أن تكون متجذرة في القيم العامة وحرية التعبير”.
وتدعو الافتتاحية الساسة المنتخبين والبرلمان للتدخل والمطالبة بالتحقيق عندما يتم اعتقال الصحافيين، مشيرة إلى خطأ الـ”إنتربول” عندما قبلت استقالة مينغ التي قدمها بالإكراه، و”كان من الواجب أن تدعو لتحقيق شفاف وحماية حقوقه”.
وتقول الصحيفة إن “خاشقجي يستحق حماية تركيا التي عاملت صحافييها بقسوة، وكذلك حماية أمريكا، التي كان فيها كاتبا منتظما في صحيفة (واشنطن بوست)”.
وتذهب الافتتاحية إلى أنه “لو ثبت أن خاشقجي قتل في مقر البعثة الدبلوماسية، وعلى يد دبلوماسيين يحملون الجوازات السعودية، فإنه يجب اتخاذ إجراءات انتقامية، كتلك التي اتخذت بشأن المحاولة لقتل سيرغي سكريبال، مهما كانت الأهمية التي تمثلها السعودية للشرق الأوسط”.
وتؤكد الصحيفة أن “مصير خاشقجي يهم بريطانيا والدول التي رحبت بصعود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وبحماس كبير، وتعهد الأمير بانفتاح السعودية، وبشر بنموذج معتدل من الإسلام، وفي الحقيقة فإنه شعر بالحسد من الذين رأى أنهم يحاولون أخذ دوره بصفته مصلحا، وسمح للمرأة بقيادة المرأة للسيارة، لكنه اعتقل من طالبن ولعقود بهذا الحق”.