في التعريف التقليدي للقنصلية، أنها “بعثة دولة ما إلى دولة أخرى لتسهيل أعمال وشؤون مواطنيها المقيمين في الدولة المضيفة”.
غير أن مملكة آل سعود تمكنت من استنباط مفهوم ووظائف ومهام جديدة لبعثاتها الديبلوماسية حول العالم مختلفة عن تلك المألوفة لدينا، تقوم على مبدأ توزيع تأشيرات “one way ticket” على المعارضين، وعليها ختم #قنصلية_الموت.
استدراج الصحافي جمال خاشقجي إلى قنصلية بلاده في اسطنبول وتصفيته، ليست الجريمة الأولى من نوعها التي يرتكبها هذا النظام، فقبله كانت سلسلة من الاغتيالات السياسية والإخفاءات الهادفة لإخراس المعارضين وترهيبهم، وأبرزها:
1- ناصر السعيد: اختفى في بيروت عام 1979 ولم يعرف مصيره حتى اليوم. وقيل إنه وضع في نعش وأُخرج من بيروت في طرد دبلوماسي.
2- تركي بن بندر آل سعود: اختفى منتصف العام 2015 في ظروف غامضة خلال وجوده في باريس.
3- سعود بن سيف النصر: اختفى في أيلول من العام 2015 خلال وجوده في إيطاليا.
4- سلطان بن تركي بن عبد العزيز: اختفى مطلع العام 2016 بعدما انحرفت الطائرة التي كانت تقلّه من باريس إلى القاهرة عن مسارها وحطّت في السعودية، ثم اصطحبه جنود مدججون بالسلاح إلى المصير المجهول.
إلا أن جريمة اسطنبول بما تختزنه من دموية وتجبّر وعنجهية، كشفت أمام الرأي العام العالمي، الوجه البشع لحكام شبه الجزيرة العربية.