(صنعاء: توفيق النصاري - رأفت الجُميّل )قال نشطاء متخصصون في مجال الإغاثة: إن جهود الإغاثة الفعالة والفورية التي يقدمها فرع الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية ومواجهة الكوارث بأمانة العاصمة، أسهمت وبشكل كبير جدا -خلال الفترة الماضية- في تأمين الإحتياجات الضرورية لآلاف الأسر والعائلات التي نزحت من كثير من المحافظات وفي مقدمتها محافظة الحديدة، بفعل إقدام تحالف العدوان على إستهداف منازل المدنيين، من خلال تكثيف الغارات الجوية.
وأكدوا -في منشوراتهم على مواقع التواصل الإجتماعي-: إن الكفاءة والإحترافية في إدارة الأعمال والمهام، والتي طغت على أداء قيادة فرع الهيئة بأمانة العاصمة ممثلا بالقاضي عبدالوهاب شرف الدين -مدير عام فرع الهيئة بالأمانة- وبالرغم من الشحة الكبيرة في الإمكانيات، قد حاز تقدير الكثير من المتابعين والمهتمين بالشأن الإنساني.
وأشاروا إلى إن الإرتفاع اليومي والمهول لأعداد النازحين من أبناء محافظة الحديدة -نتيجة القصف الجوي والعشوائي لمنازل المدنيين من قبل دول تحالف العدوان- أدى إلى خلق أعباء إضافية على فرع الهيئة الوطنية للشؤون الإنسانية ومواجهة الكوارث بالعاصمة صنعاء، والذي سجل حضورا قويا، لا سيما في ظل الصمت المطبق للمنظمات الدولية إزاء هذه الكارثة الإنسانية.
حيث واجه فرع الهيئة، سلسلة ضخمة من التحديات التي أفرزها الحصار والعدوان على الوطن منذ قرابة أربعة أعوام، وذلك في سبيل تأمين إحتياجات أكثر من ثلاثة ملايين ومئة ألف نازح -جزء كبير منهم في العاصمة صنعاء- أهمها تقاعس المنظمات الدولية التي غضت طرفها عن توفير المساعدة اللازمة، والإستجابة للحاجات العاجلة للنازحين المحتاجين للمساعدة والذين تأثروا بنتائج النزوح.
ونظراً للخبرات المتراكمة لدى قيادة الهيئة وفرعها في العاصمة، فقد تمكنت وبعد فترة قصيرة من تكييف مهامها وبرامجها لتستجيب للتحديات المطروحة، سواء على صعيد البرامج، أو من خلال توسيع نطاق مهماتها على الصعيدين الجغرافي والميداني.
على صلة، فقد دعا المهندس أنس عبدالملك -الخبير في شؤون الإغاثة الإنسانية- كافة المنظمات الدولية المعنية بشؤون النازحين، إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية، لتقوم بدورها كما ينبغي، لافتا إلى أن ما يقوم به فرع المنظمة بالعاصمة صنعاء بالذات، وبالرغم من الشح الكبير في الموارد، يمثل إنجازا حقيقيا بكافة المقاييس.
وأشاد بالأعمال الإنسانية المتميزة لفرع الهيئة بالعاصمة صنعاء، والذي إستقبل جزء كبير من أعداد النازحين الذين حصلوا على خدمات أساسية في ظل إمكانيات الفرع الذي تحمل ما يفوق قدراته بكثير.
ودعا المهندس أنس عبدالملك، قيادة الهيئة وكافة موظفيها، إلى مضاعفة جهودهم العظيمة، لافتا إلى أهمية إجراء مسوحات ميدانية لتسجيل الفئات الأشد فقرا، وبما يضمن إيصال المساعدات الغذائية إلى المستحقين، خاصة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية وإتساع فجوة الفقر، جراء الحرب الإقتصادية التي تشنها دول تحالف العدوان.
ولا يزال فرع الهيئة بالعاصمة، يؤدي دوره الإيجابي الرائد لتوفير إستجابة سريعة وفعالة للمساعدة في تلبية الإحتياجات الضرورية للنازحين، وضمان الحياة الكريمة لهم، وذلك من إيمان إدارته المطلق بالمبادئ الإنسانية التي تحتم عليه بذل الجهود وتقديم المبادرات بهدف تقديم الإستجابة المطلوبة للتعامل مع الأزمات المتعاظمة والمتلاحقة.
جديرا بالذكر، إن تقارير لمنظمات دولية، كانت قد وصفت الوضع الإنساني في اليمن بالأخطر على مستوى العالم، مؤكدة أن 19 مليون شخص -أي نحو 60% من سكان اليمن- باتوا يعانون من ضائقة غذائية، بينهم ثلاثة ملايين من النساء والأطفال يعانون من سوء تغذية حاد.
وأرجعت تلك التقارير ارتفاع نسبة المجاعة إلى عرقلة دول العدوان وصول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى القصف المتواصل الذي يستهدف المدنيين في ظل إستمرار العدوان على اليمن.