حذر الأمير السعودي تركي بن فيصل آل سعود (الرئيس السابق للمخابرات السعودية) من أن الغضب الأميركي الذي “يشيطن” المملكة في واقعة مقتل الصحفي جمال خاشقجي بالقنصلية في إسطنبول يهدد العلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة.
وتغذي مخاوفَ الأمير تصريحات صدرت من أعلى المسؤولين بالإدارة الأميركية تتوعد الرياض بعقوبات قاسية إذا ثبتت مسؤوليتها عن قتل خاشقجي، فضلا عن مطالبات واسعة في الإعلام الأميركي بضرورة وقف “مغامرات” رجل الرياض القوي محمد بن سلمان (ولي العهد).
وقال الأمير السعودي بخطاب أمام المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية وهو منظمة دعم غير ربحية “نحن نقدر علاقتنا الإستراتيجية مع الولايات المتحدة ونأمل في الحفاظ عليها، ونرجو أن ترد الولايات المتحدة بالمثل”.
وعمل تركي -الذي كان خاشقجي مستشارا له يوما- سفيرا للمملكة في لندن وواشنطن أيضا. ومن الواضح أن الرياض أجازت خطابه الذي يندد فيه بما سماه “شيطنة” السعودية. وهو يرأس مركزا للبحوث الإسلامية يحمل اسم والده الملك الراحل فيصل.
وتمر العلاقات الأميركية السعودية حاليا بواحدة من أسوأ المراحل التي مرت بها خلال السنوات الماضية، وسط انتقادات بالغة القسوة وجهها مسؤولون ومشرعون حاليون وسابقون ووسائل إعلام لسياسة الرياض وولي العهد ودوره المفترض بمقتل الصحفي.
وبسبب ذلك أشار تركي بن فيصل إلى أن العلاقات مع واشنطن التي تخطت أزمات سابقة على مدى أكثر من 70 عاما “مهددة اليوم من جديد” على خلفية قضية الصحفي “المأساوية وغير المبررة” وفقا لقوله، مؤكدا أن الرياض ملتزمة بتقديم المسؤولين عن قتل خاشقجي للعدالة “هم وكل من لم يلتزم بالقانون”.
“خدعوا أنفسهم”
وبينما تتخوف الرياض وتتحسب لتدهور أشد بعلاقاتها مع الولايات المتحدة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أحدث تصريح له بشأن تداعيات مقتل خاشقجي إن السعوديين لم يخدعوه بشأن مقتل الصحفي لكن “ربما خدعوا أنفسهم” كما طالب وزير الخارجية مايك بومبيو الرياض بإعلان الحقيقة بأسرع ما يمكن.
وفي تصريح مقتضب للصحفيين من حديقة البيت الأبيض، قال ترامب “لم يخدعوني، كلا، آمل أن تنجح الأمور، لدينا الكثير من الحقائق، ولدينا الكثير من الأشياء التي ندرسها. لم يخدعوني، ربما خدعوا أنفسهم، سننتظر وسنرى كيف ستتطور الأمور”.
وجاء ذلك بعدما صرح بومبيو -في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز- بأن هناك أسئلة كثيرة لم تتم الإجابة عنها، وتحديدا كيفية حصول جريمة قتل في القنصلية، واصفا ما حدث بأنه “خرق لأعراف القانون الدولي”.
الخطوة الأولى
وقد كشفت صحيفة هيئة تحرير واشنطن بوست اليوم أن إدارة ترامب اتخذت خطوة أولى لتعديل العلاقات مع السعودية بعد مقتل خاشقجي.
وأشارت الصحيفة العريقة بالولايات المتحدة إلى أن السعوديين يقودون حملة عسكرية دموية غير فعالة وتسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، وأن تدخل الرياض في اليمن هو الأول ضمن سلسلة مغامرات متهورة قام بها محمد بن سلمان.
وشددت هيئة تحرير الصحيفة على أن الولايات المتحدة بحاجة إلى التحرك العاجل في اليمن لاحتواء الضرر الذي سببه ولي العهد السعودي.