ترى صحيفة الغارديان البريطانية أن إحدى طرق إنقاذ الأمير محمد بن سلمان ، وهو الطموح السعودي الرئيسي في هذه المرحلة، تكمن في تقديم تنازلات أخرى، ويريد الغرب في المقام الأول ثلاثة منها.
التنازل الأول هو أن يتقاسم وليّ العهد السلطة داخل الديوان الملكي. وقد يكون وصول شخصيات ملكية أخرى إلىالرياض مؤخراً، مثل الأمير أحمد بن عبدالعزيز، الأخ الأصغر للملك سلمان، علامة على عودة ديوانٍ استشاري.
والتنازل الثاني هو إجباره على إعادة النظر في المقاطعة السعودية المستمرة لقطر، وهي دولة لديها أصول غاز هائلة، وقاعدة عسكرية أميركية ضخمة، ويمكن القول إنها نموذج أفضل لتحديث الخليج. وليس هناك ما يشير إلى حدوث تقدم في ذلك، لكنَّ الكثير من الدبلوماسيين القطريين يؤيدون هذا المسار.
أما التنازل الثالث فهو محاولة إنهاء الحرب في اليمن التي قالت الدول الغربية للرياض مراراً وتكراراً إنَّها لن تُحسم عسكرياً، على الأقل دون وقوع خسائر مروّعة ومجاعة لا تُحتمل يمكن أن تترك ما يصل إلى 14 مليون شخص، أي نصف السكان، معتمدين على المساعدات للبقاء على قيد الحياة. وحتى الآن، تكمن خطة السعودية في حربها باليمن في الاستيلاء على ميناء الحديدة الاستراتيجي من قبضة الحوثيين، ومن ثَمَّ السيطرة على تدفق الأسلحة غير القانونية والإيرادات الضريبية والمساعدات الإنسانية.
ولطالما قال السعوديون إن الاستيلاء على الميناء هو ما سيدفع الحوثيين للجوء إلى مائدة التفاوض. قد ينهار مُخطط بومبيو بسبب تعنُّت الأطراف الداخلية للنزاع، ولكن مع استمرار البحث عن جثة خاشقجي، يأمل الكثيرون أن يكون إنهاء المجاعة في اليمن هو أعظم إرث له.