أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إلى ان الإدارة الأميركية متمسكة بدعمها لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد جريمته بحق الصحافي جمال خاشقجي، مضيفة ان واشنطن تعتبر انه لا يمكنها عملياً الحد من سلطة ابن سلمان.
وفي تقرير أعدته الصحيفة، نقلت عن مصادر مطلعة قولها ان “إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب استثمرت بشكل كبير بابن سلمان في إطار تنفيذ اجندتها في المنطقة ، إلا انها استنتجت انه لا يمكنها عملياً الحد من سلطة ولي العهد السعودي”.
وتابع التقرير ان البيت الابيض يبحث مدى تأثير مقتل خاشقجي على قدرة ابن سلمان على الحكم، ويدرس المكاسب التي يمكن الحصول عليها من إضعاف ابن سلمان المحتمل نتيجة هذه القضية.
وقالت مصادر مطلعة إن “إدارة ترامب تضغط على ابن سلمان لتسوية الوضع مع قطر واليمن”، مضيفة ان “مسؤولين في إدارة ترامب ناقشوا مقترحات عدة تضمنت حث الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز على تعيين “رئيس وزراء قوي” او “مسؤول رفيع آخر” للإشراف على الشؤون اليومية والسياسة الخارجية”.
واضاف التقرير بان هذه المقترحات سرعان ما تم إلغاءها لأسباب عديدة أهمها ان لا احد مستعد لتولي مثل هذا المنصب أو الظهور كمن يتجرأ على تحدي ابن سلمان بينما يتحكم الأخير بالاستخبارات السعودية والأجهزة الامنية”.
وأشار التقرير الى ما قيل مؤخراً حول عودة الأمير أحمد بن عبدالعزيز، شقيق الملك السعودي، إلى الرياض، ولفت إلى ان الأمير أحمد عاد للتضامن مع الاسرة الحاكمة. ونقل التقرير عن أحد الافراد المقربين من قطب مهمش في الاسرة الحاكمة، ان “هذه الأسرة لا ترى اي سيناريو بديلاً حتى الآن عن هيمنة ابن سلمان”.
ونقل عن مصدر مطلع على النقاشات التي تجري في البيت الابيض، ان الادارة الاميركية تتوقعان تؤدي ضغوط الكونغرس من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى حتمية فرض العقوبات، مضيفا ان البيت الابيض ينوي وضع سقف لهذه العقوبات لتجنب قطع العلاقات مع ابن سلمان.
وأشار التقرير إلى ان ابن سلمان يملك الدور المركزي في وضع خطط صهر ترامب المدعو جاريد كوشنر، الذي يعمل على إنجاز “صفقة القرن” وبناء “تحالف عربي إسرائيلي” ضد إيران.
ككما نقل التقرير عن مصدرين اثنين مقربين من البلاط الملكي السعودي، ان كوشنر وابن سلمان على تواصل دائم، عبر الرسائل الهاتفية المكتوبة، وقد تواصلا عدة مرات منذ اختفاء خاشقجي.
كوقال مصدرين اثنين مطلعين ان ابن سلمان ينوي إضفاء الطابع الرسمي على اتخاذ القرارات والاظهار للغرب انه يتخذ خطوات من اجل تجنب حصول حوادث مماثلة لقضية خاشقجي، ذلك لتهدئة المخاوف الغربية.
التقرير اضاف ان “ابن سلمان وبدلاً من اشراك رجال دولة اكبر سناً، ايخذ هذه الاجراءات تحت سلطة شقيقه الأصغر خالد بن سلمان”، مشيرا إلى ان الاخير هو سفير بلاده لدى واشنطن منذ العام الماضي ويُنظر بتعيينه بمنصب شبيه بمستشار امن قومي.
على الغرب إخضاع السعودية لعقاب حقيقي بعد مقتل خاشقجي
رأى مجلس تحرير صحيفة “واشنطن بوست” ان السيناريو السعودي الذي نفذ بحق خاشقجي، عبر إرسال فريق من 15 شخصا لقتله، ينسجم مع أنماط نفذتها دول “استبدادية” بقتل او اختطاف معارضين يعيشون في الخارج.
وزعمت الصحيفة ان إيران تحاول “قتل المنفيين في العاواصم الاوروبية”، مشيرا إلى ان الحكومة الدنماركية ادعت قبل أيام ان ايران خططت لاغتيال احد المعارضين داخل اراضيها، وتحدثت حول مزاعم سابقة ان ايران حاولت القيام بعمل تفجيري لمؤتمر لجماعة منافقي “خلق” الارهابية في باريس.
ولفتت الصحيفة إلى ما قاله مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون حول مزاعم لتنفيذ مخطط ايراني للقيام بعمل تفجيري في باريس، حيث قال بولتون حينها ان “هذا يوضح النظرة الإيرانية تجاه “مسؤولياتها لجهة العلاقات الدبلوماسية”.
الصحيفة قالت ان على قادة دول الاتحاد الاوروبي “معاقبة” طهران، مضيفة ان كلام بولتون يطرح تساؤلات حول كيفية الحكم على السعودية بعد مقتل جمال خاشقجي.
وتساءلت الصحيفة: “إلا يجب ان يخضع الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان إلى نفس المعايير التي تخضع لها ايران؟”، مضيفة “اذا لم تفرض الولايات المتحدة عقاب حقيقي على السعودية، كيف تتوقع من دول اخرى تطبيق العقوبات على ايران؟”.