تفاءلنا كثيرا بترشيح السيد عادل عبد المهدي للوزارة، على الأقل بعضنا فعل ذلك.. فهل كان تفاءلنا واقعيا؟!
رغم أن الرجل لديه عقلية إقتصادية مميزة، وحقق نجاحات ملموسة، في معظم المواقع التي تسنمها على قلتها، لمن يقيمه بعين الإنصاف.. لكن هل هذا يكفي ليضمن له النجاح في مهمته الصعبة؟
كمّ المشاكل المتراكمة التي ورثها العراق، بعد حقبة حكم حزب البعث، والفشل وسوء التخطيط والإدارة، والإنقسامات المجتمعية الخطيرة، وفوضى السلاح، وأحادية الاقتصاد وريعيته، والتناحر السياسي، ووضع إقليمي ملغم..كلها عقبات خطيرة، يجب أن يضعها الرجل في حساباته.
رغم أن تشكيل الحكومة، على الأقل ما أعلن منها لحد الأن، وبهذه الصورة البائسة، كان بداية غير موفقة مطلقا للرجل، ومخيبا لكثير من الآمال، واثبت زيف إدعاءات كثير من الأحزاب، بإنتهاء المحاصصة وإعطاء الرجل الحرية في إختيار كابينته الوزارية.. لكن لا زال هناك، من يرى أن الرجل قادر على أن يحقق شيئا ما.
ماهو المتوقع من عبد المهدي؟ وما هو الممكن تحقيقه أصلا؟
من ينتظر أن تحصل تحولات كبيرة وجوهرية في الوضع العراقي فهو واهم، ومن يأمل بقفزات كبيرة الى الأمام، فهو إما جاهل أو حالم مسكين.. فالواقع شيء أخر.
هل هذا يعني أننا سنعيش أربع سنوات أخرى كسابقاتها؟!وهل لدينا القدرة على القبول بذلك وتحمله؟!ولماذا قبل الرجل المهمة إن كانت مستحيلة، وهو في أواخر أيام حياته السياسية؟!وأين دورنا كمواطنين في هذه القصة كلها؟
النجاح لا يعني أن يملك عبد المهدي عصا موسى، فيقلب الأمور رأسا على عقب، أو أنه سيوفر حياة رفاهية تشابه حياة الدول المتقدمة قريبا.. فهذا ضرب من الخيال، على الأقل في المدى القريب المنظور.
نجاح عبد المهدي وحكومته يعني، وضعه العراق ومؤسساته على السكة الصحيحة، نحو التقدم والتطور والإزدهار، وهذه ليست مهمة مستحيلة أبدا.. لا له ولا لنا.