من الأمور المعيبة بل المعيبة جدًا على كل إنسان أن يصبح مطية والعوبة بأيد الشياطين والدجالين والمخادعين ، بل ويصبح أداة لهم في تنفيذ مخططاتهم وأهدافهم ومصالحهم ، مستغلين فيهم ذلك التعصب الأعمى وتلك العنصرية الموجودة في عقائدهم ومذاهبهم وقومياتهم ، والتي جعلوا منها أساسًا لمعرفة الحق والباطل بدلا من الإسلام وشريعة الإسلام ، تلك العقول الفارغة التي سببت لنا وللاسلام وللمجتمعات العديد من المشاكل والمصائب والجرائم التي نحن في غنى عنها ، حيث أخرت المجتمع وأوصلته إلى حافة الهاوية ، نتيجة الانقياد الاعمى لكثير من التصرفات الغير محسوبة ، لذلك فالتخلص والخروج من القيود والضغوطات الخاطئة التي تفرضها بعض الأحكام العرفية أو المذهبية أو القومية وتحرير الفكر والعقل من تلك القيود أمرا لابد منه ، لذلك تجد الحكماء والعرفاء يؤكدون على التعقل والتدبر في جميع أمور الحياة ، وما يجري في مجتمعاتنا الإسلامية من مخططات مختلفة تحاول زرع الفتنة والبغضاء بين أبناء المسلمين عن طريق إثارة النعرات الطائفية والقومية مع التأكيد على بعض الأحداث التاريخية التي من شأنها زرع الحقد والكراهية بين أبناء المجتمع والدين الواحد ، ومن هنا فقد أشار المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني إلى ضرورة تحرير العقل من تلك القيود ، وهي تجربة وإشارة مهمة لابد أن يعمل بها ويطبقها كل إنسان متعصب ومتعنصر وسوف يرى النتائج الحسنة لهذا التطبيق ، وقد كانت إشارة المحقق في مقتبس مقتبس من المحاضرة {15} من بحث ( ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد )بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي ، حيث قال : (لينتهج السني منهج التشيع ويكون شيعيًا وينتهج الشيعي منهج التسنن ويكون سنيًا، ماذا يضرّك وماذا يضرّني؟ كلنا سنقف بين يدي الله - سبحانه وتعالى -، لكن حرر العقل، ليكن الشيعي سنيًا ويحترم أهل البيت ويحترم أتباع أهل البيت، وليكن السني شيعيًا ويحترم الصحابة ورموز الصحابة ويبتعد عن الفسق والسب والفحش واللعن، كما أنّ الشيعي عندما يكون سنيًا ويصير سنيًا ليبتعد عن الاتهامات الفارغة والفحش والسب والتكفير وإباحة الدماء وسفك الدماء والأعراض والأموال، لنعمل على تحرير العقل، تحرير الفكر بغض النظر عن المذهبية والطائفية والمناطقية والعرقية والقومية).
سليم العكيلي