مع تصاعد وتيرة العنف في اليمن تزاد الأمور الساعية للحلول السياسية تعقيداً، وسط مطالبات دولية بوقف الحرب باليمن تباعاً لما آل إليه الوضع الإنساني والاجتماعي، ولم تعد التسوية البسيطة حلاً مرضي للأطراف المتنازعة.
التسويات السياسية بدأت منذ أشهر تقريباً عندما دعت روسيا لتكثيف لغة الحوار بين الأطراف المتنازعة برعاية أممية الشهر السابق،
القوات الحكومية في اليمن لا تتوانى عن خوض أي اشتباك مع القوات الحوثية على امتداد الجغرافية اليمنية، وخصوصا في الفترة الأخيرة عندما عمدت هذه القوات النظامية لاقتحام الحديدة أخر متنفس لليمنين غرب اليمن، حيث كانت تختبر قدرات هذه الجماعات في القتال، إلا أن ما واجهته من تصدي وردع كان أكبر من توقعاتها، هذا ما شكل عامل ضغط على الحكومة التي انصاعت لمطالب الحوثيين الرامية لوقف القتال في الحديدة وضمان حقوق الحوثيين فيها دون التخلي عنها أو الخروج منها.
مصادر إعلامية ذكرت صباح اليوم، بأن التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية أمر بوقف الحملة العسكرية في مدينة الحديدة الساحلية، انسجاماً مع مطالب الحكومة في وقف القتال.
كما أكد مصدر مقرب من حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي رفض الكشف عن هويته أن “العمليات الهجومية توقّفت مؤقتا لإتاحة الفرصة للمنظمات الإنسانية لإجلاء كوادرها ونقل بعض الجرحى وفتح ممرات آمنة لمن يرغب من السكان بالنزوح إلى خارج المدينة”.
فيما كان مصدرعسكري يؤكد أن لا وقف للعمليات القتالية في الحديدة حتى تحريرها كاملة من الحوثيين، وسيشهد الجميع مفاجآت عسكرية خلال الأيام المقبلة.
على العلم أن حدة المعارك تراجعت منذ يوم الاثنين الماضي، قبل أن تتحول إلى اشتباكات متقطعة يوم الثلاثاء وتتوقف بشكل شبه نهائي يوم أمس، بعد أسبوعين من الاشتباكات العنيفة في شرق وجنوب مدينة الحديدة المطلّة على البحر الأحمر، والتي خسرت خلالها الحكومة من جنودها الكثير.
من جهته العدوان السعودي حتى يوم أمس مارس، لم يوقف عملياته الهجومية بالساحل الغربي، بالرغم من تساقط مقاتليه قتلى بنيران القوات الحوثية، إذ أوضح مصدر عسكري تابع للحوثيين “أن عناصر الجيش واللجان الشعبية أغاروا على مواقع المرتزقة شرق حيس بالساحل الغربي ما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 15 مرتزقا وخسائر في العتاد خلال العملية”.
وقتل عدد من جنود ومرتزقة العدوان السعودي إثر استهداف تجمعاتهم أمس بمديرية الصلو في محافظة تعز.
على الرغم من عدم وضوح المشهد العسكري بعد، وتضارب في التصريحات السياسية للحكومة اليمنية، وعدم اتخاذ موقف جاد بوقف القتال هناك، إلا أن الأنظار تتوجه نحو تكثيف الجهود الدولية لإنجاح عملية الحوار، ولعل الحكومة الحالية تقطع كل السبل لخلق أي قناة تواصل أو حوار مع الحوثيين وهذا ما تبين في المؤتمر الأخير الذي عقد في نيويورك في 22 من شهر أيلول الفائت تحت عنوان ” تحديات الحل السياسي”، إلا أن الوضع الإنساني لم يعد يحتمل الصبر في ظل قصف التحالف العربي المتواصل لمناطق المدنيين وحصار جائر يهدد أكثر من ثلاث أرباع المدنيين في اليمن وسعي من ” أنصار الله ” لحماية من تبقى من اليمنيين، وتحقيق مصلحة اليمن العليا في التحرر من نظام يمني يسعى جاهدا للتطبيع مع الأنظمة التابعة لسياسات الغرب وأعوانه.