جرت وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية “CIA” قنبلة من العيار الثقيل في وجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تزامنا مع تواجده في الأرجنتين لحضور اجتماعات قمة العشرين.
وفي أول تسريب من نوعه في الصحافة الأمريكية عن التقرير السري لوكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه” عن حادثة مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي ، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الشهيرة أن تقرير الـCIA ، حمل دليلا واضحا على تورط “ابن سلمان” في عملية قتل خاشقجي.
وقالت الصحيفة إن ابن سلمان “أرسل ما لا يقل عن 11 رسالة هاتفية إلى أقرب مستشاريه “سعود القحطاني”، الذي أشرف على الفريق الذي قتل الصحافي جمال خاشقجي، في الساعات التي سبقت وأثناء وبعد وفاة الصحفي في أكتوبر، وفقا لتقدير سري للغاية لوكالة الاستخبارات”.
وزادت الصحيفة أن ابن سلمان قال في أغسطس 2017 لأحد مستشاريه إنه إذا لم تنجح جهوده لإقناع خاشقجي بالعودة إلى المملكة العربية السعودية ، “يمكننا إغراؤه خارج المملكة العربية السعودية واتخاذ الترتيبات”، على حد وصف الصحيفة الأمريكية .
ولفتت إلى أن طلب ولي العهد السعودي استدراج خاشقجي كانت الخطوة الأولى ضمن تحضيرات لاحقة ترتبت لاغتياله .
وكان ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـCIA، توقع أن يدخل تقييم الوكالة لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي مرحلة جديدة في يناير القدم.
ورأى ديفيد بريس، المحلل الأمني والسياسي والضابط السابق في الـCIA ، أن “الأمور سوف تتغير في يناير، مع سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب، سوف يكون هناك رقابة ذات معنى، وسيكون هناك جلسات استماع سرية لمجتمع الاستخبارات”.
وأضاف في تصريحات نقلتها شبكة “سي إن إن” الأمريكية: “سيستدعي النواب ضباط الاستخبارات؛ لسؤالهم عن حقيقة التقييم الذي توصلوا إليه، ومدى ثقتهم فيه، وما هي المعلومات التي أطلعوا عليها إدارة ترامب، وحينها يمكنهم تحديد ما إذا كانت إدارة ترامب عملت وفقا للمصالح الأمريكية أم لا”.
وكانت تقارير إعلامية أفادت، نقلا عن مصادر، بأن وكالة الاستخبارات الأمريكية توصلت إلى أن عملية خاشقجي “لم تكن لتحدث دون علم” ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهو الأمر الذي نفته السلطات السعودية.
وهذه أول معلومة يتم تسريبها عن تقرير الـCIA عن عملية قتل الصحفي السعودي ، وكانت صحيفة واشنطن بوست قد نشرت تسريبا عاما عن الوكالة يقول أن لديها أدلة دامغة على تورط ولي العهد السعودي في عملية القتل ، لكنها لم تشر إلى أي تفاصيل ، وقال الرئيس الأمريكي بعدها أنه ربما يكون بن سلمان متورطا وربما لا يكون .
يشار إلى أن تقرير “وول ستريت جورنال” هو أول تسريب معلوماتي مباشر عن الأدلة التي بحوزة الاستخبارات الأمريكية ، وهو ما يضيف ضغوطا جديدا على السعودية في القضية الأكثر إحراجا لها في تاريخها .