بعد ان حصلت اسرائيل في الدوائر الدولية على اهم موقع يضمن لها وضع أُسس مكافحة الارهاب في إطار خصوصية عملها تكون بعيدة عن اي محاسبة دولية وتنفّذ باقي مخططاتها العدوانية على العرب والمسلمين تحت سقف هذا القانون الدولي، نبّه السفير الدكتور هيثم ابو سعيد بشأن الاتفاق التركي الإسرائيلي ووصفه بالخطير للغاية على الشرق الاوسط وقد يكون الأخطر في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي.
لقد بات جليّاً انّ تحريف الحقائق المُثبتة في الصوت والصورة هي من سمات المرحلة المقبلة دون تغيير قواعد اللعبة الإسرائيلية، الاَّ ان المنفذ اصبح العنصر التركي تحت لباس الدين لما لهذا الأخير من أدوات ميدانية في المنطقة وتأثيره واستغلاله لضعف المفاهيم الاسلامية لدى جهات محلية، بالاضافة الى تاريخهم الطويل في مجال المساومات الرخيصة لمصالح وجودية واقتصادية شخصية. واشار مكتب سفير شرق الاوسط للجنة حقوق الانسان الدولية الدكتور هيثم ابو سعيد ان هذا الاتفاق بين أنقرة وتل أبيب يمكن وصفه بالرصاصة القاضية على النضال العربي من اجل إرجاع الحقوق المغتصبة ما لم تستدرك بعض الجهات العربية هذا المخطط، وذلك من خلال استغلال عناصر فلسطينية محلية بدآت تتكشف تدريجياً ملامحها تحت حجة ان هذا الاتفاق هو الأفضل الممكن في ظل التطورات الدوليةز وما لم يتنبّه اليه المسؤولون العرب ان مشروع داعش والنصرة في المنطقة هو جزء من مصالح تل أبيب الاقتصادية ومشروعها السياسي، ويأتي الاتفاق مع اسطنبول هو في هذا السياق التنسيقي ومن ضمن الخطة "ب". وهكذا اتفاق، الذي كان مفاجأة ولا يُعدّ بفترة قصيرة وإنما يلزمه وقت لذلك، يقضي بإعادة احياء خط الأنابيب بين حيفا وكركوك وليتم تمريره عن طريق معبر "أوفاكوي" بين تركيا والعراق الذي يضخ النفط الخام إلى المتوسط عن طريق "تاليك" إلى ميناء "جيهان" التركية. ولتحقيق ذلك كان لا بدّ من اعادة رسم الخارطة العسكرية الميدانية في سوريا والعراق وتحديدا وجود المجموعات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة الاميركية والتي باتت قاب قوسين او ادنى من السيطرة على مواقع استراتيجية محاذية لتركيا ضمن الاراضي السورية والعراقية معاً. وفي المعلومات الأولية حصل ترتيب امني بين مجموعة تابعة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان واستخبارات الجيش الإسرائيلي تقضي بافتعال تفجير مطار "اتاتورك" المُدان بتنسيق كامل والمجموعة الإرهابية "داعش" التي تبنّته بشكل غامض من اجل تنفيذ تدخّل تركي في الاراضي العراقية والسورية للقضاء على المجموعات الكردية العدو الاول لها. والهدف الثاني حثّ كل الدول على التعاطف مع تركيا النازفة بغية لملمة كل صفوف المعارضة الداخلية وإعادة التواصل مع الجهات الرسمية السورية بذريعة خطر وجود الدولة الكردية. والهدف الثالث الاستحصال على قرارات اوروبية ودولية من اجل تعريف مجموعات ضمن حالة الارهاب وفق المنظار التركي.
وختم السفير ابو سعيد انّ المؤشر لدى أوساط الرئيس التركي تؤكد عدم ممانعته اعادة فتح أقنية تواصل مع الرئيس السوري د. بشار الاسد وفق ما تم ذكره أعلاه، ولاعتقاد تركيا ان هناك قاسم وخطر مشترك بينهما يمكن البناء عليه لإعادة رسم استراتيجية جديدة بعد فشل المخطط الانقلابي على دمشق.
المكتب الإعلامي للشرق الأوسط
علاء حامد