صرخات متتالية أرسلتها الأمم المتحدة منذ أشهر، والكثير من التقارير التلفزيونية تعرض يومياً، تنذر بخطورة حياة اليمنيين التي باتت مهددة بالموت على مدار اللحظة، ألاف الشهداء منذ بدء الحرب العشواء التي تشنها السعودية على بلد فقير كاليمن تحت اسم عاصفة الحزم ، حيث أن أصغر شهيد لم يصمد أكثر من ثلاثة أو أربعة شهور في وجه القصف والجوع.
أشهر الإشتباكات الأخيرة ركز بها النظام اليمني متحالفاً مع السعودية على مهاجمة وقصف اليمنيين الآمنين في ميناء الحديدة، الواقع غرب اليمن والمطل على البحر الأحمر، وهو الشريان الوحيد لهم وسيطرة الحوثيين عليه تضمن حتى اليوم وصول المساعدات الغذائية على قلتها لأعداد كبيرة من الجياع.
خمسة مليارات دولار هو الرقم النهائي الذي حددته الأمم المتحدة لتأمين مساعدات غذائية تعيد الرمق لقرابة 20 مليون يمني العام المقبل، وهو ما يزيد على 70 في المئة من سكان اليمن الذين يعانون ويلات الحرب ، وقد وعدت الأمم المتحدة أن تدعم مع سويسرا والسويد مؤتمراً سيقام في أواخر شهر شباط العام المقبل، في جنيف لجمع هذه المساعدات.
مع تفاقم الأزمة اليمنية دبلوماسيون رأوا أن الوضع لا يمكن السكوت عليه، فالعدوان بات يستهدف المشافي التي تغص بجرحى القصف السعودي وأشلاء مسحوبة من تحت ركام المنازل المنهارة فوق رؤوس أصحابها، تنتظر من يتعرف عليها، ناهيك عن طوفان بشري ينهكه الجوع وقد لجأ لأوراق الشجر كغذاء وحيد.
الخطوات الدبلوماسية والجهود الكثيفة لإقناع الطرفان بالتوجه لمفاوضات تحت عنوان محادثات السلام في السويد، أفضت لتوصل الحكومة اليمنية وقوات أنصار الله الحوثيين إلى اتفاق غير نهائي يتمثل بتسليم قوائم بأسماء الأسرى والمعتقلين، حيث ذكرت وسائل إعلام نقلاً عن مصادر أن عدد أسرى النظام لدى المقاتلين وصل إلى قرابة 15 ألفا، وستستغرق عملية تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى أربعين يوما من تاريخ الإعلان عنه .
الحوثيون لم يستسلموا أو ينهاروا تحت ضربات آل سعود بل أبدوا شجاعة علة مدى أكثر من سنتين من عمر الحرب الدائرة هناك، شجاعةٌ هزت عرش مملكة الرياض بعدد من الصواريخ وصلت لمدى لم يكن بحسبان السعوديين، إذ كانت كافيه لتوجيه رسائل بالجملة لابن سلمان أن الحرب في اليمن مع أنصار الله ليست بالسهلة ما استدعى منه إعادة حساباته واللجوء إلى التهدئة ، إذ وصلت قوة الصواريخ اليمنية إلى مدى أبعد من صواريخ “سكود سي” التي تحمل اسم “بركان واحد” والتي مداها يصل ثمانمائة كيلومتر، وهي مسافة بعيدة بما فيه الكفاية لضرب المدن الرئيسية الثلاث بالحد الجنوبي عسير وجازان ونجران.
وحسب تصريحات صحفية سابقة أفادت بإطلاق الحوثيون أكثر من ستين ألف قذيفة على السعودية منذ حزيران 2015 بمعدل يتراوح بين عشرين وخمسمئة قذيفة يوميا منذ بداية ما يسمى بعملية عاصفة الحزم.
أما الهجمات التي شنها الحوثيون على أبراج المراقبة الحدودية، فتتم بمعدل ست إلى عشر عمليات شهريا منذ بداية المواجهات.
وفي المجمل فقد أعلن التحالف العربي يوم 20 كانون الأول 2017، أن الحوثيين أطلقوا 83 صاروخا بالستيًّا على الأراضي السعودية منذ عام 2015.
هذا ما أرضخ النظاميين السعودي واليمني للتسريع بعجلة الحل السياسي، وإيقاف شلال دم اليمنيين المتدفق بغزارة.