طالبت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، السعودية والإمارات برد 331 مليون دولار، وهو مبلغ لم تحصله من البلدين، جراء "خطأ محاسبي"، في تكاليف إمدادات الوقود المقدمة من الولايات المتحدة إلى "التحالف العربي" بقيادة السعودية في اليمن.
ووفقا للمتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية "ريبيكا ريباريتش"، فإنه "على وجه التحديد، تعمل الولايات المتحدة على تعويض ما يقرب من 36.8 مليون دولار للوقود، و294.3 مليون دولار لساعات الطيران".
وأضافت: "تم إخطار الشركاء بشكل فردي حول مقدار ما يدينون به"، حسبما نقلت "سي إن إن".
وكانت مجلة "أتلانتك" الأمريكية، كشفت أنها حصلت على وثيقة من "البنتاغون"، مؤرخة في 27 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تحتوي على اعتراف بوجود أخطاء في حسابات عوائد الخدمات التي تقدمها الولايات المتحدة للتحالف في اليمن.
وفي بيان، كشف "البنتاغون"، أن القيادة المركزية الأمريكية استعرضت سجلاتها ووجدت أخطاء في المحاسبة، حيث أخفقت في تحميل السعودية والإمارات بشكل كاف تكاليف الوقود وخدمات إعادة التزود بالوقود.
جاء ذلك، بناء على تحقيق أجراه العضو الديمقراطي البارز في لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور "جاك ريد"، الذي قال إن "هذه أخبار جيدة لدافعي الضرائب في الولايات المتحدة"، مشيرا إلى "ضرورة الحاجة إلى رقابة قوية على وزارة الدفاع".
وأضاف "ريد": "لا يجب إجبار الشعب الأمريكي على تحمل هذه التكاليف"، وقال إنه يشجع وزارة الدفاع على اتخاذ خطوات للحصول على كامل المبلغ.
ووفر الجيش الأمريكي عمليات إعادة التزود بالوقود للتحالف الذي تقوده السعودية ضد جماعة الحوثي في اليمن منذ مارس/آذار 2015 حتى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما انتهت المساعدات، وسط انتقادات متزايدة في الكونغرس لحرب اليمن.
وفي حين أثنى "ريد" على "البنتاغون"، لتصحيح خطئه المحاسبي، فقد أوضح أيضا أن "القضية الأكبر تظل الصراع المستمر في اليمن بين التحالف والحوثيين الذي أدى إلى أكبر كارثة إنسانية تواجه العالم".
وصوت مجلس الشيوخ الأمريكي، الخميس، بأغلبية 56 إلى 41 صوتا، لإنهاء التورط الأمريكي في الحرب التي أثارت غضباً بين المشرعين بسبب الغارات الجوية السعودية على المدنيين وانتشار المجاعة في البلاد التي دمرتها الحرب.
وجادلت إدارة "ترامب"، ضد وقف الدعم للسعوديين بحجة القول بأنها "ضرورية لمواجهة إيران والجماعات الإرهابية".
وأضاف "ريد": "يجب على إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب والمجتمع الدولي الاستفادة من التقدم الذي تحقق خلال محادثات السلام في اليمن بالسويد".
وتابع": "يجب أن يكون واضحا للجميع أنه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع، وأن الوقت قد حان للتوصل إلى تسوية مستدامة للتفاوض".
وزاد: "لقد حان الوقت لوقف هذه الحرب".
والخميس، انتهت جولة المشاورات بين طرفي النزاع في اليمن بالسويد، باتفاق حول الوضع في الحديدة، وتفاهمات حول التهدئة وفتح المعابر في تعز، وتبادل أكثر من 16 ألف أسير.
واتفقت الأطراف على ملفي الأسرى و"الحديدة"، وتوصلت إلى تفاهمات حول ملف تعز، بينما أخفقت في التوصل إلى تفاهمات في ملفي الاقتصاد والبنك المركزي ومطار صنعاء.
ورحبت الخارجية الأمريكية، بنتائج المحادثات، معتبرة أنّ "السلام أصبح ممكناً"، ولافتة إلى أن "ما تحقق يعد خطوة أولى مهمة يبنى عليها من أجل تحسين حياة اليمنيين".