كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن قيام النظام السعودي بانفاق مليارات الدولارات لمواجهة الازمة في السوق الداخلية على خلفية السياسات الفاشلة لولي العهد محمد بن سلمان والتي سببت أزمات سياسية شهدتها البلاد خلال الأشهر الماضية.
وأكدت الصحيفة أن "الحكومة قامت بعمليات شراء هائلة، غالبا في اللحظات الأخيرة قبل إغلاق الأسواق في الأيام التي شهدت تداولا سلبيا"، مشيرة إلى أن معلوماتها تستند إلى تحليلات "وول ستريت جورنال" للمعلومات المتوفرة حول السوق المالي السعودي، وبناء على مقابلات أجرتها الصحيفة مع عدة أشخاص على إطلاع مباشر على جهود الحكومة لدعم السوق.
وتضيف الصحيفة أن السوق المالي يعتبر دعامة رئيسية لخطة ولي العهد محمد بن سلمان لتطوير الاقتصاد السعودي، منوهة إلى أن ابن سلمان ومساعديه واجهوا أزمات دولية كثيرة منذ استلامه لمنصب ولي العهد، كان آخرها أزمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي التي دفعت مستثمرين دوليين لضخ أسهمهم في السعودية للبيع.
وتابعت الصحيفة أن مسؤولين سعوديين حافظوا على استقرار السوق منذ منتصف 2016 من خلال شراء الأسهم عبر محافظ استثمارية، خصوصا خلال الأيام التي تشهد أخبارا حرجة، بحسب مصادر على اطلاع مباشر على جهود الحكومة للتلاعب بالسوق.
ويتم الإعلان من السوق المالي عن شراء أو بيع أو امتلاك الحكومة لبعض الأسهم من وقت لآخر، ولكن عمليات الشراء الكبيرة التي جرت مؤخرا لم تكن معلنة.
وتقول الصحيفة إن هذه الاستراتيجية استعملت من قبل الحكومة خلال السنة الماضية بعد حصار قطر، وحملة اعتقال الأمراء ورجال الأعمال في فندق "ريتز كارلتون" الرياض، وبعد احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
ويسعى ابن سلمان من خلال هذه الاستراتيجية إلى إظهار السعودية كبلد آمن للاستثمار أمام العالم، وبحسب مسؤول سعودي فإن "بلاده تريد إشعار العالم بأن الاستثمار السعودي جيد".