إن من أخطر الأمور وأهمها و التي تتصل بتغيير الشريعة وتحريف الحقائق هو مبدأ الاجتهاد في مقابل النص ، فقد روي عن الإمام علي بن الحسين-عليهما السلام- في إكمال الدين / إنه قال: إن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة والآراء الباطلة والمقائيس الفاسدة، ولا يصاب إلا بالتسليم، فمن سلم لنا سلم ومن اهتدى بنا هدي، ومن دان بالقياس والرأي هلك، ومن وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجًا كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم وهو لا يعلم. ومن هنا ومن هذه الأهمية فقد أشار سماحة المحقق السيد الصرخي الحسني في المحاضرة الثامنة من بحث ( الدولة..المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول - صلى الله عليه وآله وسلّم -) بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي ، إلى وجوب الطاعة والامتثال إلى الأوامر الإلهية الصادرة في النصوص القرآنية دون خوف أو تردد أو حاجة للاجتهاد مقابل النص ،فهذا مخالف لما يحمله الإنسان المؤمن من عقيدة راسخة في الله تعالى وما أنزله في كتابه الكريم ،
حيث قال :قال تعالى: ( فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ) البقرة (249).
أقول لذوي العقول: من يدّعي أنّه يمتلك العقل، ممّن يتحدّث بالعقل، ممن يتقمّص أنّه عاقل ومن العقلاء خاصة أتباع المنهج التكفيري، أصحاب منهج المغالطات ومنهج الالتقاطية والتشويش والتشويه والمجادلة والمغالطة، الجهال المكّفرين للمناطقة ولأهل الكلام وللفلاسفة وللعقل والعقلاء، أقول: جنود طالوت عندهم معركة، حرب، قتال، تجهيز، حالة إنذار، مسير، تدريب، هجوم، دفاع، اقتحام، ويوجد نهر، هل يوجد من يأتي بجواب لماذا مُنعوا من شرب الماء؟!! جيش وماء، وجود الماء وعدم وجوده ممكن أنْ يترتب عليه النصر والهزيمة، الماء سلاح في المعركة ممكن أنْ يحقق النصر، ممكن أنْ يقلب النصر إلى هزيمة ويقلب الهزيمة إلى نصر، لماذا يمنع هؤلاء من شرب الماء من هذا النهر؟ لا نعلم، الحكمة الله يعلم بها، العلة الله يعلم بها، على الجندي الإطاعة على المكلف الإطاعة على العبد الإطاعة لا يدخل هنا التفلسف والمغالطة والسفاهة هذا أمر الله، هذا هو كتاب الله، هذا هو قرآن الله، هذا هو كلام الله، نسلّم بما جاء، ما هي الحكمة ؟ ما هي العلة؟ الله - سبحانه وتعالى - أعلم بها، إذًا الابتلاء والاختبار هو المحك في معرفة الإيمان الحقيقي.–) انتهى كلام المحقق ،
وبعد هذا يتحدّثون أئمة التيمية وأتباعهم ويدّعون أنّهم عقلاء وأنّ الدليل والبرهان يتأصل ويتأسس على استحسانات وآراء عقلية، يأتون بها من هنا ومن هناك بآراء واستحسانات واهية جدًا.
سليم العكيلي