الأسر العراقية  بين الماضي والحاضر

جمعة, 12/21/2018 - 22:57

قوة  وتماسك  ونجاح  وتقدم  المجتمع تعتمد  على  عدة  عوامل من أهمها  مخرجات نواتها الأولى ،  والمقصود هنا  دور الأسرة لأنها  المعلم الأولى والمدرسة  لنا جميعا .

في   ماضينا  الجميل  كانت  العائلة  الواحدة  أو أكثر  تجتمع على المحبة والتفاهم والانسجام ،  والحديث  يكون في مجمل القضايا  الخاصة   سواء كانت التي تخص الأسرة أو الجار والصديق ، ومن يتصدى للحديث  كبار السن بحكم العمر والخبرة  والتجارب ليكون  حديثهم  ينطوي على الحكمة والموعظة والمعرفة ، وعلى الصغار بحكم السابق الاستماع والاستفادة من هذه الدروس المجانية المعرفية .

أما اليوم نجتمع  بصورة مغايرة عن الماضي بكثير جدا  وسط  لغة  عدم التفاهم والانسجام والقلوب غير صافية في قضايانا الأسرية وغيرها ، ولو تحدثنا في قضية  سياسية أو مسالة دينية أو حتى رياضية  لتكون نقاشتنا حادة و ترتفع الأصوات العالية ، وما تسببه من خلافات التي مزقت نسيج الأسرة  الواحدة  لتصل  الأمور  بعدها   إلى أكثر من ذلك  من عراك وضرب  و حمل السلاح في بعض الأحيان ، و لا يعطى مجال أو دور للكبار لان  الكل  أصبح  في  وضع لا  يتقبل سماع حديثهم أو نصحهم .  

وفي صورة أخرى نلتقي لساعات ، واغلب هذا الوقت  يمضي في استخدام لعنة اسمه الموبايل،وما يدور من حديث بينا يكاد يكون في بعض المفردات بين إلقاء السلام  والتحية  وكرم الضيافة وحديث مختصر جدا والتوديع ، وينتهي الموضوع على هذا المنوال المر .

ما نمر به اليوم  من مشاكل  أو أزمات أو وضع البلد  يرثى له في مختلف الجوانب  والنواحي  سببها  الرئيسي مخرجات الأسر  التي تواجه مخاطر الغزو الثقافي وتحديات المرحلة الحالية والسابقة ، وانعدام  دور أو كلام  الكبار يكاد يكون نادر أو محصور في بعض القضايا ، و عدم الاستعانة أو الاستفادة منهم في الأزمات والشدائد .

من يعيد بناء أسرنا كما كانت في الماضي الجميل ؟  لتكون  مخرجاتها قادرة على مواجهة مخاطر وتحديات ما نعيشه في وقتنا الحاضر سوال إلى من يهم الأمر ؟ .

ماهر ضياء محيي الدين

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف