لماذا قتلت السعودية جمال خاشقجي؟

أربعاء, 12/26/2018 - 13:27

مؤخرا، صنفت مجلة "تايم" الصحفي السعودي المقتول "جمال خاشقجي"، إلى جانب صحفيين آخرين تم اضطهادهم، كشخصية هذا العام.

وقد مضى أكثر من شهرين منذ أن دخل "خاشقجي" القنصلية السعودية، ولم يغادرها منذ ذلك الحين.

وكانت هناك تغطية كبيرة لطبيعة القتل والتداعيات الدولية التي تسبب فيها.

ومع ذلك، كان هناك تغطية أقل بكثير حول: لماذا قتلت المملكة "جمال خاشقجي".

وكان "خاشقجي" أحد أشهر المعلقين السياسيين السعوديين في الولايات المتحدة، ولكي تقوم الحكومة السعودية بقتله داخل قنصلية بهذه الطريقة الوقحة، كان عليها أن تتوقع ردة فعل دولية عنيفة من شأنها أن تفسد كل الجهود المبذولة لتسويق صورة "محمد بن سلمان" كمصلح ليبرالي شاب يحاول بناء المملكة العربية السعودية الجديدة.

فما الذي جعل "جمال خاشقجي" خطيرا جدا على "بن سلمان"؟

هل كان "جمال خاشقجي" من معارضي النظام؟

"محمد بن سلمان يفعل الشيء الصحيح، ولكن بطريقة خاطئة جدا!"، كانت هذه إحدى مقولات "جمال خاشقجي".

ولدى "خاشقجي" تاريخ موثق بشكل جيد في العمل مع الحكومة السعودية، ووسائل الإعلام السعودية، وشخصيات مؤثرة داخل المجتمع السعودي بالقرب من العائلة المالكة.

ومنذ عام 2015، كان "خاشقجي" يعمل لدى عضو الأسرة المالكة السعودية البارز والرئيس السابق للمخابرات السعودية، الأمير "تركي الفيصل".

كما حاول تأسيس شركة إعلامية مع الملياردير السعودي "الوليد بن طلال"، الذي كان "معتقلا" من قبل "محمد بن سلمان" في "فندق ريتز كارلتون" خلال حملة مكافحة "الفساد" عام 2016.

ومع ذلك، ورغم أنه يصر بشدة على أنه مؤيد للمملكة والنظام السعودي، لكنه كان يعارض بشكل واضح العديد من السياسات والأساليب والمشاريع الرئيسية لولي العهد "محمد بن سلمان"، مثل مدينة "نيوم" المستقبلية التي ستدفع الحكومة السعودية فيها 500 مليار دولار، وقرار إدراج 5% من "أرامكو" السعودية في اكتتاب عام أولي، وقمع "الإخوان المسلمون"، والحصار المفروض على قطر، وكذلك الحرب في السعودية في اليمن.

تركيا

"رجب طيب أردوغان هو زعيم إسلامي ملتزم بمنهج خاص ويهتم بشدة بالأمة الإسلامية" - جمال خاشقجي (2016).

وعلى الرغم من أن "خاشقجي" لا يؤيد "بن سلمان"، وينتقد إيران بشدة، لكن هناك قائدا في الشرق الأوسط يبدو أنه يحترمه، ألا وهو الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان".

وفي مقابلة أجراها "خاشقجي" مع الرئيس التركي في أنقرة، ناقش الجانبان جميع المصالح المشتركة بين السعودية وتركيا، وسبل عمل البلدين معا.

وكانت هذه هي المرة الثالثة التي يقابل فيها "خاشقجي" "أردوغان"، وحدث ذلك بعد أقل من شهرين من محاولة الانقلاب في تركيا، التي أدت إلى اعتقالات جماعية ضد أنصار الانقلاب المزعومين.

وبعد اختفاء "خاشقجي"، أشار إليه "أردوغان" على أنه صحفي و"صديق".

ودعا "خاشقجي" على الدوام إلى تعاون أكبر بين تركيا والسعودية، وعلى وجه الخصوص استخدام تركيا للمساعدة في موازنة نفوذ إيران في المنطقة.

وكان من بين المطالب التي قدمتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر من أجل رفع الحصار على قطر مطلب إغلاق قاعدة عسكرية تركية قيد الإنشاء في الدوحة، وردت تركيا بتسريع عملية البناء للقاعدة.

وتتشاطر تركيا رؤية أيديولوجية مشتركة للشرق الأوسط مع قطر، وهذه الرؤية تدعم كلا من "الإخوان المسلمون"، وثورات الربيع العربي.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف