لماذا نفتخر بموريتانيا
لقد كان هذا الإسم، رمزا لأمة أخرجت للناس، حافظت على لغة الضاد بين ساحل أعجمي يلحدون اليه، وشاطئ بربري
مردوا عليه.
رحم الله أمير الشعراء، الإعلامي الشهم كابر هاشم إذ ورى فقال:
حدث النخل قال ذات زمان
كان ظلي للفاتحين مقيلا
عشر سنوات فتحت فيها أم التونسي ،وعبرت سفن طارق
“دعوى الجفاف ” و”حبط” الرحيل؛وقهر فيها النور” الظلام”،
وسقط اتفاق هرم اسمه (داكار )، وانتفى العطش عن مشارق أرض البيظان ومغارب رحل الملثمين وظعن المرابطين.
اليوم الأرض بخيرات غازها ونفطها، وشبكة منجزاتها ، وعقول الجيل الثلاثيني اامتحرر، تحتاج(هذه الأضلاع الثلاثة ) إلى مرشح إجماع وطني ، يحمي الأرض من أطماع الغزاة، والغلاة ، والتجار الطغاة.
الشركات التى تقود حروب النفط والغاز، اذا لم تجد دولة مؤسسات، بنت دولة المليشيات ،رأيتم ذلك أعينا تسمل، ورؤوسا تقطع، وشعوبا تباد و تهجر؛و”صحوات” تسلح؛و”خلافة أوهام” ؛ “كسراب بقيعة” … سراب قتل الظمآن؛ وخدع كل ولهان؛ وخسف دار الجائع والشبعان.
حركات الغلو الفكري، وخطابات الكراهية والتمييز العنصري ، إذا لم تصمد أمامهما دولة القانون، وتلجمهم بالتشريع المقنن الذى لا يحابي قضاته، ولا يضعف مقاتلوه الأشاوس ، تحول هؤلاء البغاة والمستهزئون ، وناشروا الكراهية إلى مليشيات تحرف الحريات الديمقراطية ، وتحرق الأوطان باسم(المطالب المشروعة وغير المشروعة ).
وتلك لعبة كل الأغبياء ، الذين خسروا أوطانهم ودساتيرهم وتسببوا في انهيار أنظمتهم الوطنية التي انفرط عقدها، بسبب خلافاتهم على الكراسي والقصور.
فكانت الكارثة لا تقدر ولا تتصور، في اليمن وليبيا ، والشام ومالى ووسط افريقيا ، والصومال ، والتجارب لا حصر.لها .لاقطرا تحميها بمالها…ولا إسرائيل تنجيها بأحلافها.
وطن الأحرار لا يشترى؛ ولا يباع (بجنة اترامب) ولا( بنار بوتين). تلك جنة ونار (فتن الدجاجلة)، من أشرف لها استشرفته.. كم من ديك مذبوح في أسواقها، وكم من دم بريئ ترونه بالمزاد مسفوحا بشنشناتها و”شبيحاتها”، و(خوارحها)…وظلماتها.
رجال أعمال الثراء السريع؛سواء اتوكم من المنفى، أو من أطماع وشيع المفسدين، هؤلاء إن لم يجدوا نظاما قويا، اشتروا ذمم
المهرجين وشكلوا بينكم مليشيات من الجياع والمجرمين هدفهم العاجل التسلق إلى السلطة بأي ثمن .، أو احراقكم انتقاما بكل سيناريو متاح ، وأقرب تلك السيناريوهات نظرية(الفوضي الخلاقة وهي نظرية ابريمر.التي طبقها الغزاة(رعاة البقر) في أعرق حضارة في العالم.
نظرية قالت:” نهدم كلما بنوه خلال أجيال “.. و”نقتل أهم العقول التي ربوها من أبناءهم النجباء والبررة” …و”نجتث ما نشروه من قيم أخوة بينهم” ). ثم نحول نفطهم وغازهم إلى أسواقنا ،ومدخراتهم الى شركاتنا وتصاميم اعادة البناء الى رجال أعمالنا. لنبني لهم بأموالهم وبمواردهم وبعقولنا(نحن الغزاة).. مانريد أن يكون المثل الأنسب لهم وطن ننتجه لهم نطلق عليه اختراع ذكائنا هو:
(وطن الكراهية.. والاقتتال).
موريتانيا أعز و اغلى من كل المليشيات، والحركات، والهويات والمظلوميات.
من أحل أن لا تحكمنا مليشيات شركات النهب والاستغلال كما في ليبيا….علينا أن نتوحد حول الرؤية والنهج
ومن أجل أن لا تحكمنا مليشيات خطابات الكراهية، وفكر التطرف والغلو ، وظلام التمييز العنصري ، فيفسد هؤلاء على أجيال المستقبل من شعبنا حضارة عشرة قرون من ألق بناء أخوة الشناقطة بلا كراهية( لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)، و المحبة بلا رشوات(لا يؤمن أحدكم حتى بحب لأخيه ما يحب لنفسه) علينا أن نحافظ على اللغة والهوية والمدرسة الشنقيطية.
وكي لا تحكم بلدنا مليشيات تجار الهروبن والتهريب، وتفليس المؤسسات والمصارف، ونشر ثقافة التخوين والانتقام، علينا أن تتشبث بالدفاع عن المنجزات والقيم خلال عشرية مباركة ضمن فيها البلد استقراره واختط فيها دينقراطيته ،ونأى خلالها عن حروب الوكالات..
عشرية أمنت مناخ التداول السلمي السلس ، للأفكار وللسلط انتخابات شفافة، و جدالا بالتي هي أحسن، وبنهج الحوار الأقوم والأسلم.
إن بيان15 ينائر الذي أصدره فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز،بحكمته وشجاعته وإرادته يؤسس لاستمرار عهد التغيير البناء، ويفتح الطريق أمام كل الوطنيين من أجل الالتفاف حول مرشح الإجماع الوطنى الذى يقرره الأحمد العزيز، والذي يؤمن سلامة البلد من كل أخطاء الحسابات التي ذكرنا آنفا..
ويؤكد نجاح رؤية موريتانيا الجديدة في استحقاقات 2019
لتلك الأسباب ، والمبررات مجتمعة، فنحن نؤكد فخرنا بموريتانيا دولة نفاذ القانون ومصداقية حكامة المؤسسات.
بقلم/محمد الشيخ ولد سيد محمد أستاذ وكاتب صحفي.