يخوض إبطال الشعب الفلسطيني في سجن عوفر معركة ضد قوات الاحتلال الصهيوني لتحقيق مطالبهم المتمثلة في تحسين ظروف اعتقالهم فتعرضوا بسبب ذلك إلي عمليات قمع وتنكيل وتم استخدام الكلاب البوليسية والغازات المسيلة للدموع فأعادت تلك المعركة إلي واجهة الإحداث مجددا معارك المعتقلين الإبطال من أبناء فلسطين .
إن السجون في ما يدعي بدولة الكيان الصهيوني تختلف عن سجون العالم كافة حيث أن مهمات السجون في العالم تتمثل في إصلاح وإعادة تربية وتأهيل الأشخاص الذين ارتكبوا ا مخالفات أو جرائم صادرة وفقا لمحاكم تتوفر فيها شروط العدالة أما سجون الاحتلال فمختلفة كليا حيث أن السجناء هم مناضلون يسعون إلي تحرير وطنهم من المحتل وهذا حق اعترفت به الوثائق القانونية الدولية والتي منها القانون الدولي فهم مناضلين من اجل تحرير وطنهم وبالتالي يجب معاملتهم وفق الاتفاقيات الدولية وبالتالي هم ليسوا بمجرمين هذا أولا أما في الحالة الفلسطينية فقوات الاحتلال لا تقوم بممارسة التعذيب الجسدي تجاه المعتقلين فقط بل تمارس التعذيب النفسي مستفيدة من التجربة الأمريكية ودول أمريكيا الجنوبية وعلم النفس في القمع فالتعذيب النفسي للمعتقل يهدف إلي قتل الروح الوطنية لدية وتحطيم معنوياته للوصول حالة اليأس والندم علي مقام به من أعمال بطولية والتي يعتبرها فخرا له وشهادة نضالية فالمعتقل الفلسطيني هو مسلوب الحرية زمانيا ومكانيا من طرف السجان الصهيوني فالسجان هو الذي يتحكم في وقت نوم المعتقل و متى يصحو ومكانة الذي يبدله السجان وحجم المكان وحتى في استنشاقه للهواء وسطوع الشمس والكثير من الأشياء الأخرى وبكلمة أخري يمارس السجان الصهيوني ما يعرف بالهندسة البشرية في إعادة صياغة المعتقل الفلسطيني . ولتنفيذ ذلك تلجاْ قوات الاحتلال إلي الأساليب التالية منها :
إبقاء المعتقل في حالة توتر دائم عبر تغير مكان إقامته قد يكون أكثر من مرة في اليوم الواحد
إبقاء ضؤ الغرفة في حالة تشغيل ليلا نهارا من اجل إزعاج المعتقل
مصادرة ملح الطعام أثناء فترة الإضراب عن الطعام والذي يستخدمه المعتقلين لمنع تعفن الأعضاء الداخلة في الجسم
العمل علي إزعاج المعتقل باستخدام الموسيقي الصاخبة وتوزيع النشرات التي تهدف إلي إشاعة المعلومات الخاطئة لإضعاف الروح المعنوية للمعتقلين
إقامة حفلات المشاوي في ساحة السجن وما تثيره رائحة اللحم المشوي
تعريض المعتقلين إلي الصدمات الكهربائية أثناء تغيير أماكنهم
أمام الهجمات المستمرة من طرف قوات الاحتلال لا بد من إيجاد حالة من التضامن تجاه الأبطال خلف القضبان وكذلك الضغط بكل الوسائل تجاه الاحتلال الصهيوني فالمطلوب فلسطينيا من منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية وكافة الفصائل الفلسطينية وهيئة شؤون الأسري والمعتقلين والمنظمات الحقوقية والقانونية ومنظمات المجتمع المدني والفلسطينيين في الشتات من تبني خطة لدعم نضال الحركة الأسيرة في فلسطين والتي منها ما يلي :
أولا : اعتبار قضية الأسري والمعتقلين الفلسطينيين علي رأس أولويات العمل الوطني والعمل علي ضرورة تحريرهم بكافة الوسائل
ثانيا : التغطية الإعلامية بكافة وسائل الإعلام لحشد اكبر دعم لمطالب المعتقلين وإيصال صوتهم إلي العالم
ثالثا :القيام باتصالات مع الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة للضغط علي دولة الكيان الصهيوني
رابعا : قيام سفارات دولة فلسطين في الخارج بدورها الإعلامي الداعم لقضايا الأسري وضرورة إيجاد علاقات جادة مع القوي السياسية الصديق وأعضاء البرلمانات والشخصيات الثقافية ووسائل الإعلام وقيام تلك السفارات بعقد المؤتمرات الصحفية وتزويد وسائل الإعلام بالوثائق والمواد الإعلامية وإقامة الاعتصامات أمام المنظمات الدولية وسفارات الدول الغربية الداعمة لدولة الكيان الصهيوني إضافة إلي كافة أشكال الاحتجاجات
خامسا : أن تقوم منظمة التحرير الفلسطينية و السلطة الوطنية الفلسطينية بوضع مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمفوضية السامية لحقوق الإنسان والعمل علي رفع الدعاوي القضائية لدي المحاكم ذات الاختصاص
سادسا : العمل علي طرد دولة الكيان الصهيوني من كافة المنظمات والنقابات الدولية
أخيرا تنحني رؤوسنا أمام صمودكم ونضالكم فإذا خرج من دولة جنوب إفريقيا المناضل نيلسون مانديلا ففي الشعب الفلسطيني العشرات من إخوته في النضال ولا بد للقيد أن ينكسر تحية لأبطال الشعب الفلسطيني خلف القضبان وفجر الحرية عن قريب .
بقلم :
إبراهيم أبو سرية
عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين